2023-09-22

الشيخ الدكتور يوسف جمعة سلامة في حوار مع موقع رسالة الإسلام السعودي
2012-01-18

في مكتبنا بالقاهرة: خطيب الأقصى يكشف خفايا تهويد المدينة المقدسة

 

لماذا لا يأتي العرب للاستثمار في القدس لدعم صمود المقدسيين؟

 

 

تغطية: معتز بالله محمد 14-1-2012م

عندما يتحدث ينصت الجميع لكلماته التي يفوح منها عبق أولى القبلتين وثالث الحرمين وعبير المدينة المقدسة، جاءت كلماته عذبة رقراقة لكنها أيضا حزينة، مؤلمة، محذرة، مناشدة، لائمة، والرسالة واحدة: أدركوا الأقصى..الوقت ضيق، و...الكارثة وشيكة.

جاء الشيخ الدكتور يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى المبارك ملبيا دعوة "رسالة الإسلام"، في زيارة خاصة لمكتبنا في القاهرة التقى خلالها الصحفيين ضمن ندوة حول المسجد الأقصى والإجراءات الاحتلالية لتهويد القدس.

في البداية أثنى الدكتور يوسف على الدور الإعلامي والرسالي لـ"رسالة الإسلام" وبارك لها إطلاق فضائيتها الجديدة ممثلة في قناة" قرطبة" الناطقة بالأسبانية، والموجهة إلى 500 مليون شخص موزعين على حوالي 54 دولة حول العالم.                    

وأكد خطيب الأقصى أن القدس هي العاصمة الأبدية للشعب الفلسطيني، وأنها لم تأخذ مكانتها إلا من وجود المسجد الأقصى المبارك بها، مذكرًا بالآية الكريمة أول سورة الإسراء }سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ{    الإسراء:) 1 ).  

وأكد الشيخ يوسف أن هذه الآية قررت قرارا ربانيا غير قابل للاستئناف أو النقض أن فلسطين أرض وقف إسلامي إلى يوم الدين، موضحا أن الصهاينة اليهود يقومون بالحفريات تحت المسجد الأقصى ويواصلون تهويد المدينة القديمة بالقدس، منطلقين من مزاعم واهية بأن القدس ليس لها أهمية في القرآن، ولم يهتم بها المسلمون الأوائل، ويدحض الدكتور يوسف تلك المزاعم فيؤكد أن الأقصى ذكر في القرآن في الآية الكريمة السابقة، وجاء في عدة أحاديث نبوية شريفة كالحديث الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا والمسجد الأقصى".        

ويضيف خطيب المسجد الأقصى بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يخرج من مكة إلا إلى القدس في رحلة الإسراء، كذلك فإن الفاروق عمر رضي الله عنه لم يخرج وهو أميرللمؤمنين لاستلام مفاتيح أية دولة تم فتحها في عهده مثل سورية ومصر والعراق، لكنه ذهب بنفسه إلى القدس لاستلام مفاتيحها تأكيدا لمكانتها في الإسلام.                                        

                                                             .

ويضيف أن اهتمام المسلمين بالمدينة قد توالى بعد ذلك خلال العصور المتتابعة، ففي عهد الخلافة الأموية مثلا تم بناء المسجد الأقصى الحالي وقبة الصخرة المشرفة، لأن أساسات الأقصى موجودة منذ القدم، فالملائكة هم من وضعوا أساس المسجد.              

ويتابع الشيخ يوسف بأن التاريخ يبقى شاهدا على مكانة القدس لدى المسلمين، مدللا على ذلك بصلاح الدين وحربه ضد الصليبيين لاستردادها، وكذلك  معركة عين جالوت التي وقعت في 25 رمضان 658 هـ / 3 سبتمبر 1260م، والتي تعد من أهم المعارك الفاصلة في تاريخ العالم الإسلامي، حيث انتصر فيها المسلمون انتصارا ساحقا على المغول في فلسطين بقيادة الظاهر بيبرس، مؤكدا أن كافة الدول العربية قدمت شهداء على تلك الأرض الطاهرة بداية من حرب صلاح الدين حيث ضم جيشه جنودا من أقطار مختلفة، إضافة إلى ما قدمته مصر من عشرات الآلاف من الشهداء فداء لفلسطين على مر العصور . 

ارتباط عقدي

ويلفت الشيخ يوسف خلال الندوة التي أقيمت بمكتب شبكة" رسالة الإسلام" بالقاهرة إلى أن ارتباط الأمة بالقدس ارتباط عقدي وليس ارتباطاً انفعالياً، أو موسمياً، فهو جزء من العقيدة، فرحلة الإسراء معجزة إلهية، والمعجزات جزء من عقيدتنا، كذلك فإن فلسطين هي أرض المحشر، مشيرا إلى قول الله تعالى: } واستمع يوم ينادي المناد من مكان قريب { ( ق : 41 ) مؤكدا أن هذا المكان القريب هو صخرة بيت المقدس.       

وينتقل خطيب الأقصى إلى استعراض ما تتعرض له مدينة القدس من حرب صهيونية مفتوحة على كافة الأصعدة، فيهود العالم بدأوا يتركزون في الكيان الصهيوني، ومن لم يهاجر منهم يبقى في نظرهم خارجا على الأوامر التوراتية، مضيفا أن هذا التجمع يعني في عقيدتهم أن الوقت قد حان لإقامة الهيكل اليهودي المزعوم .                   

وحتى ينقل لنا الصورة كاملة، أكد الشيخ يوسف جمعة أن القدس تم احتلالها في القرن الماضي مرتين الأولى عام 48 حيث فرض اليهود سيطرتهم على جزء منها، وفي عام 1967 حيث قاموا باحتلال الجزء الآخر، أي أن المدينة المقدسة ترزح  تحت نير الاحتلال منذ 45 عاما، قام اليهود خلالها ببذل ما يستطيعون لتغيير هويتها العربية الإسلامية. 

باب المغاربة لماذا؟

وحول دلالات تعدي اليهود على باب المغاربة ذلك الباب الذي يربط بين ساحة حائط البراق وبين المسجد الأقصى، كشف خطيب المسجد الأقصى أن مجرمي الحرب اسحاق رابين وموشيه ديان وجنودهما قد دخلوا بدبابتهم القدس عام 67 وقاموا بمصادرة مفتاح باب المغاربة فقط، وحتى الآن هو الباب الوحيد الذي يملك الصهاينة مفاتيحه، أما بقية أبواب الحرم القدسي فلدى الوقف الإسلامي الفلسطيني، وذلك لأن ذلك هو الباب الذي دخل منه رسول الإسلام محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم في رحلة الإسراء.

إضافة إلى هذا يطل باب المغاربة على حارة حملت نفس الاسم، وهي وقف أوقفه القائد صلاح الدين الأيوبي وولده علي للمغاربة الذين استعان بخبراتهم البحرية في فتح عكا، فأوقف حارة المغاربة لهم مكافأة منه على شجاعتهم واستبسالهم، لذلك – والكلام للشيخ يوسف جمعة- بعد عدة أسابيع من أخذ مفاتيح باب المغاربة جاءت دبابات الاحتلال وأزالت الحارة تماما من الوجود.

وخلال الندوة عرض خطيب الأقصى صورا للحفريات اليهودية في منطقة باب المغاربة، كاشفا النقاب عن استخدام الصهاينة مواد كيماوية تحت الأرض لزعزعة أساسات المسجد الأقصى المقام على أرض صخرية وعرة لا يمكن تذويبها إلا بتلك الطريقة. كما عرض صورا أخرى تكشف حجم التصدع والتشققات في أعمدة وأرضية قبلة المسلمين الأولى.

واستعرض خطيب الأقصى تاريخ الاعتداءات اليهودية على المسجد، بداية من قيام اليهود المتطرفين بحرق منبر الأقصى كونه رمزا للأمة وعزتها عام 1969م، موضحا أن هذا المنبر الذي انتهى تماما كان تحفة فنية إسلامية نادرة، فقد استغرقت صناعته 22 عاما في حلب وصنع من الأبانوس دون أن يُدق مسمار واحد فيه.

 ويتطرق الدكتور الشيخ يوسف جمعة إلى عملية التهويد التي تجري حاليا على قدم وساق للمدينة العربية، موضحا أن قناعة اليهود بعدم وجود آثار تؤكد يهودية المدينة، دفعتهم إلى انتهاج طريقتين:

 أولاهما: محو الآثار الإسلامية والمسيحية من المدينة وطمس معالمها، و ثانيها : تزييف التاريخ ونسب الآثار العربية إلى اليهود.

ويلفت الشيخ إلى أن المقدسيين المسلمين ليسوا وحدهم من يعانون الاضطهاد من قبل اليهود، فكما يمنع المسملون من الصلاة في الأقصى، كذلك يمنع المسيحيون من الصلاة في كنيسة القيامة وتدك كنائسهم من قبل الاحتلال الصهيوني، ويتعرضون للمضايقات، مضيفا أن فلسطين هي أقدس مكان بالنسبة للمسيحيين في العالم، فلا يحجون إلا إليها ويتابع قائلا:" نحن ندافع عن الأقصى وملزمون بالدفاع عن كنيسة القيامة؛ لأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه صلى بها". ويبدى تعجبه من صمت المسيحيين في العالم إزاء التعدي على أماكن العبادة المسيحية فيقول:" أما أنتم فأين دفاعكم عن كنائسكم؟". ويثمن الشيخ موقف المسيحيين في دول عربية بعينها لإعلان رفضهم الحج إلى القدس طالما بقيت ترزح تحت نير الاحتلال الصهيوني.

مخطط التهويد

ويفضح خطيب الأقصى الممارسات الصهيونية الرامية إلى تهويد القدس والقضاء على ما تبقى من عروبتها، فيقول: إن آلاف المنازل قد تم هدمها في البلدة القديمة التي لا تتعدى مساحتها كيلو متر مربع  واحد، وفي مقابل سياسة الهدم التي تهدف لاقتلاع المقدسيين من منازلهم يتم إحلال المستوطنين مكانهم، فضلا عن بناء المستوطنات التي تعزز من الوجود اليهودي في محيط القدس، وهناك الكثير من الطرق الخبيثة لتنفيذ الهدف الصهيوني يذكر الشيخ يوسف منها:

 - الأرنونا" ضريبة يفرضها الاحتلال خصيصا على المقدسيين لإثقال كاهلهم بأعباء إضافية دفعت بالكثيرين منهم  إلى مغادرة المدينة لعدم قدرتهم على سدادها .

 - منع المقدسيين من البناء من خلال فرض رسوم على بناء البيت الواحد تبلغ قيمتها 20 ألف دولار، فإن كان المقدسي يسكن في غرفة مثلا، وأراد أولاده أن يتزوجوا فلا سبيل أمامهم سوى مغادرة المدينة والسكن خارجها، وفي هذه الحالة يتم سحب الهوية المقدسية منهم وحرمانهم من العودة إلى  بلدهم مرة أخرى.

 - جدار الفصل العنصري الذي أخرج أكثر من 70 ألف مقدسي خارج المدينة تعرضوا لسحب هوياتهم، ويخطط اليهود عند الانتهاء من  إقامة المرحلة الأخيرة من الجدار لإخراج 170 ألف مقدسي من مدينتهم.

ويواصل الشيخ يوسف جمعة فيقول: إن اليهود يخططون عام 2020 لتغيير الواقع الديموغرافي للمدينة، وفرض واقع جديد يقضي بأن تتقلص نسبة السكان العرب في القدس إلى 12% فقط مقابل 88% من اليهود.

ويلفت خطيب الأقصى إلى أن اليهود يقومون بالحفريات في محيط المسجد الأقصى وتحته منذ 45 سنة دون أن يعثروا على أية آثار تاريخية تبرر مزاعمهم بيهودية القدس، محذرا من أن هذه الحفريات قد زعزعت أساسات الأقصى، حتى إذا ما قام اليهود بعملية تفريغ هواء عن طريق إحدى طائراتهم أو بهزة اصطناعية بسيطة بإحدى طرقهم الشيطانية، انهار المسجد لا قدر الله.

سلوان الصامدة

ويتابع الشيخ المقدسي أن الصهاينة يبذلون جهودهم حاليا لتهويد حي سلوان الملاصق للأقصى ومحو ملامحه العربية، حتى أنهم قاموا ببناء 62 كنيس يهودي، أشهرها كنيس الخراب، ويحمل قبة مشابهة ومضاهية لقبة الصخرة المشرفة بالمسجد الأقصى المبارك من وجهة نظرهم، لافتا إلى أن هذا الكنيس يمثل خطورة كبيرة لأن اليهود يعتبرونه مقدمة لهدم الأقصى وبناء هيكلهم المزعوم، ويضيف خطيب المسجد الأقصى" لم يبق بيننا وبين هدم الأقصى شيء".".

يتنهد الشيخ يوسف جمعة تنهيدة يفهمها جيدا كل من اسمتع إليه، ثم يواصل حديثه عن الأقصى الأسير مؤكدا أن الصهاينة وضعوا أعلامهم على أسوار المسجد، وكذلك قاموا بإزالة صورته من على الخارطة ووضعوا بدلا منها صورة الهيكل.

وفي سلوان كذلك وعلى طريقتهم في تزييف التاريخ، قام اليهود حسبما يروي خطيب الأقصى ببناء قبور وهمية، وكتبوا عليها أسماء يهودية وتواريخ وفاة قديمة، وفي المقابل قاموا بهدم عشرات القبور الإسلامية، مثل ما يحدث في مقبرة مأمن الله التي تضمّ رفات الصَّحابة والمجاهدين والعلماء والصَّالحين منذ الفتح العمري وحتي عام 1948م، مشيرا إلى أنهم شيدوا على أنقاض مقابر الصحابة رضوان الله عليهم متحفا أسموه متحف التسامح، متسائلا: هل يكون التسامح على رفات صحابة محمد صلى الله عليه وسلم؟!.

ويردف الشيخ المقدسي أن الصهاينة يقومون بتفجير المنازل العربية العتيقة، ويحملون أنقاضها ويضعونها في المناطق التي يبنون فيها منازلهم وآثارهم الوهمية، لإعطائها قيمة تاريخية مسروقة، وأن سلطات الاحتلال قامت بتركيب 150 كاميرا لمراقبة المقدسيين في سلوان.

وعن العنصرية والاضطهاد الديني الذي يتعرض له أهل القدس يكشف خطيب الأقصى أن العام الماضي شهد حرق أكثر من 20 مسجدا في القدس وما حولها إضافة إلى عدة كنائس مسيحية، وربط ذلك بمخطط محو كل أثر عربي وإسلامي من المدينة المقدسة.

لكن سلوان صامدة- وهنا تلمع عينا الشيخ ببريق التحدي- فرغم كل هذا يستطيع من يمر في الحي أن يرى أحاديث نبوية تحض على الرباط والجهاد، تم كتابتها وتعليقها على المنازل وفي الشوارع، ويافطات تحمل شعارات إسلامية.

 البطش الصهيوني، الذي طال البشر والحجر، لم يستثن الشجر أيضا، فيقول الشيخ يوسف جمعة: إن عشرات الآلاف من أشجار الزيتون تصل أعمارها إلى مئات السنين يتم اقتلاعها بشكل منهجي أيضا في القدس ليس لذنب اقترفته بل لأنها تبقى شاهدة على عروبة المدينة. ويتساءل ساخرا عن دور المنظمات التي تتشدق دائما بحقوق الإنسان، وعندما يتعلق الأمر بما يجري في القدس، يتحولون إلى حجارة لا ترى، لا تسمع، ولا تتكلم.

وجاء الجزء الأخير من الندوة حيث تم فتح باب النقاش مع خطيب الأقصى، وقام صحفيو "رسالة الإسلام" بتوجيه عدد من الأسئلة إلى الضيف الكريم.

المصالحة والمقدسيون

- كيف كانت أصداء المصالحة الفلسطينية في الشارع المقدسي وما هي توقعاتكم الشخصية في هذا الخصوص، وكيف تنظرون إلى المصالحة؟

* المقدسيون أكثر الناس شغفا لتحقيق المصالحة بعد أن رأوا كيف سهل الانقسام على الاحتلال تنفيذ إجراءاته التهويدية، ولو كان الفلسطينيون يدا واحدة لما تجرأ الاحتلال على فعل ذلك. الآن يدعو المقدسيون ربهم أن تكلل هذه المصالحة بالنجاح.               

- وهل تتوقعون استمرار التوافق بين الفلسطينيين؟                  

      * الفلسطينيون ليس أمامهم غير الوحدة( يكررها الشيخ ثلاث مرات) لأن العالم ليس به مكان للضعفاء المتشرذمين. وأنا أتصور أَنّ الأمور والحمد لله  تسير إلى الأمام وإن كانت بطيئة كخطى السلحفاة، كما وأتمنى أن تتجاوز كافة الأطراف المعوقات والمنغصات الموجودة على طريق الوحدة التي استبشر بتحقيقها، فالشعب الفلسطيني لن يسمح لأحد بتنغيص صفو المصالحة التي انتظرها طويلا.

- ولكن هل يمكن تجاوز اختلاف المنهج والفكر السياسي بين فتح وحماس لتحقيق المصالحة؟

* التقت الفصائل الفلسطينية في القاهرة، وكان واضحا التفافهم جميعا على ثوابت معينة لا يمكن تجاوزها، واتفقوا على أساس ما هو مطلوب فلسطينيا في الفترة المقبلة، وهو ما بدا واضحا في المؤتمر الصحفي الذي جمع الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل. ثم يجب أن يلتف الجميع حول تفعيل المصالحة، إضافة إلى أن الانتخابات بعد أشهر قليلة والفائز فيها هو من سيفرض مشروعه السياسي.

 

وحدة المسلمين

- كيف تنظرون إلى ثورات الربيع العربي؟ وما تأثيرها في الصراع الإسلامي- الصهيوني؟                                      

* ننظر باحترام وتقدير إلى الثورات العربية، ونتمنى سرعة تعافي الدول التي اندلعت بها الثورات وأن تتجاوز هذه المرحلة الانتقالية والحساسة من تاريخها، لأنها إن وحدت كلمتها، ووحدت صفوفها، فسوف يطأطئ لها العالم رأسه احتراما.

نريد العزة والكرامة لهذه الأمة التي قادت العالم وقضت خلال قرن من الزمان على أكبر امبراطوريتين في العالم آنذاك وهما البيزنطية في معركة اليرموك والفرس الأكاسرة في معركة القادسية.

هذه الأمة امتن الله عليها بالعدد، فكثرة المسلمين ليست غثاء كغثاء السيل كما يقولون، فالله يمتن على الأمة بقوله : { وَاذْكُرُواْ إِذْ كُنتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ } (الأعراف: 86) ، فهذه  البلاد الإسلامية توجد بها الأنهارمثل: النيل ودجلة والفرات والبترول والزراعة والصناعة والعلماء والنوابغ لقادرة على إعادة أمجاد المسلمين وتصدر الأمم بما لديها من إمكانات حباها الله بها.

في عام 1973 استخدم المغفور له الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود سلاح النفط للضغط على الغرب لوقف دعمه للكيان الصهيوني، وذهب إلى الصحراء ونصب خيمته ولقى الله شهيدا دفاعا عن القدس والأقصى والأمة.

في سنة 73 توحد المسلمون وهتفوا الله أكبر، فدخلت جولدا مائير إلى مكتبها تبكي وقالت: "انتهت دولة إسرائيل".

استثمروا في القدس

 بماذا تطالبون المسلمين والعرب والجامعة العربية؟                      

                                            

*الأقصى والقدس ملك للأمة وليسا ملكا للفلسطينيين فقط، وإن كان الله قد شرفنا بجعلنا رأسا للحربة في الصراع، فإننا نقول للأمة : من يملك شيئا فعليه أن يحافظ عليه.

فهناك عدة طرق لدعم صمود المقدسيين كعمل توأمة بين الجامعة في القدس وجامعة عربية مثلا، وكذلك بالنسبة للمستشفيات، ثم إن هناك الاستثمار، أنت مواطن سعودي، كويتي، قطري أيا كانت جنسيتك. لماذا لا تأتي وتستثمر هناوتقيم المشاريع التي تساعدنا على البقاء في المدينة المقدسة؟.

 التاجر المقدسي مثلا يستأجر المحل بــ 200 دولار شهريا، و يدفع مبلغ 500 دولار أخرى شهريا ضريبة للسلطات الصهيونية، لماذا لا تقفون معه حتى لا يستسلم ويترك محله؟ ومثله يفعل آخرون وبذلك يتم إفراغ المدينة من الوجود العربي.

صمود الدعاة

- تعرض العرب المقدسيون كغيرهم من فلسطيني 48 للتمييز والعنصرية من قبل المحتل الصهيوني، فكيف هو الحال بالنسبة لرجال الدين دعاة ،أئمة، وخطباء ؟.

* الإجراءات الاحتلالية لم يسلم منها أحد، معظم خطباء الأقصى أبعدوا عن القدس لفترات طويلة وصلت إلى عامين أو ثلاثة أعوام، كلنا اعتقلنا خلال الانتفاضة الأولى، كذلك يمنعنا الاحتلال من الخروج من القدس أو الدخول إليها في أحيان كثيرة.      

لكن الإسلام حرم اليأس وأوجد البديل وهو الأمل، فليعلم الجميع أن الباطل مهما قويت شوكته وكثر أعوانه فلابد له من يوم يخر فيه صريعا أمام قوة الحق والإيمان " كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ" ( الرعد 17).

وفي نهاية الندوة قام فريق "رسالة الإسلام" بالتقاط الصور التذكارية مع فضيلة خطيب الأقصى وسط حفاوة منقطعة النظير تليق برجل مثل الدكتور الشيخ يوسف جمعة، ودعناه وفي قلوبنا تنبض أمنية واحدة أن تجمعنا ذات يوم صلاة في المسجد الأقصى المحرر بإذن الله.

 

رابط الحوار/

http://main.islammessage.com/newspage.aspx?id=11456