2023-09-22

الشيخ الدكتور يوسف جمعة سلامة في حوار مع شبكة رسالة الإسلام السعودية
2014-09-24

في حوار خاص مع خطيب المسجد الأقصى د. يوسف سلامة:

التآمر الدولي شجع الصهاينة على تهويد القدس

1435/11/29 الموافق 24/09/2014 - الساعة 08:23 ص

مها أحمد - فلسطين  

في ظل ما تتعرض له مدينة القدس والمسجد الأقصى من عمليات تهويد واقتحام صهيونية باتت المدينة المقدسة في وضع صعب  يهدد هويتها العربية والإسلامية وهذا يتطلب تدخلًا دوليًا عربيًا وإسلاميًا عاجلًا.

شبكة "رسالة الإسلام" حاورت فضيلة الشيخ الدكتور يوسف سلامة خطيب المسجد الأقصى المبارك والنائب الأول لرئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس وطرحت عليه أسئلة تتعلق بعمليات التهويد للقدس والأقصى والاعتداءات المستمرة على المصلين ودور شبكة "رسالة الإسلام" في خدمة المسلمين ونشر الإسلام بعدة لغات سعيًا لنشر الدين الحنيف .. تلك التساؤلات والقضايا أجاب عنها د. يوسف سلامة في الحوار التالي.

1- اقتحامات يومية يشهدها المسجد الأقصى المبارك من قبل قطعان المستوطنين والحاخامات ، ما خطورة استمرار هذه الاقتحامات؟

مما لا يخفى على أحد أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي وقطعان المستوطنين قد كثفوا في الآونة الأخيرة من اعتداءاتهم الإجرامية بحق المسجد الأقصى المبارك بصفة خاصة والمدينة المقدسة بصفة عامة، فهناك الاقتحامات اليومية لساحات وباحات المسجد الأقصى المبارك بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي وذلك من باب المغاربة، الذي تسيطر عليه سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967م.

 ومن المعلوم أن هذه الاقتحامات والاعتداءات  المتكررة على المسجد الأقصى المبارك حلقة من حلقات المخطط الاحتلالي المتطرف لتهويد المدينة المقدسة، وإقامة ما يُسمى بالهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى المبارك لا سمح الله، كما أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تحاول فرض سيادتها على المسجد الأقصى المبارك، من خلال محاولاتها الرامية إلى تقسيم المسجد الأقصى المبارك زمانيًا ومكانيًا، وهذا ما صرح به عدد من مسئولي سلطات الاحتلال، كما أن المدينة المقدسة تتعرض لمجزرة بشعة طالت البشر والشجر والحجر والتاريخ والحضارة.

إننا ننظر بخطورة بالغة إلى هذه الاعتداءات الإجرامية، والموقف الدولي المتآمر أو الصامت عما يجري في المدينة المقدسة والمسجد الأقصى المبارك،  هذا الموقف الباهت الذي أدى إلى تمادي سلطات الاحتلال في إجراءاتها العدوانية ، وتكثيف اقتحاماتها اليومية من قبل المستوطنين والحاخامات التي تهدف بشكل أساسي إلى تهويد هذا المسجد الإسلامي المقدس.

2- أكثر من مسؤول فلسطيني قال: إن الانتهاكات الصهيونية اليومية المكثفة والمتصاعدة في القدس تمرّ في أخطر المراحل. لو تضعنا في صورة ما يجري هناك ؟

إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تُصعّد من الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى المبارك من خلال السماح للمستوطنين ولقادة الاحتلال الإسرائيلي باقتحام المسجد الأقصى المبارك تحت حراسة قوات الاحتلال الإسرائيلي ، حتى إن الحاخامات عندهم ألغوا الفتوى القديمة التي تُحَرِّم الدخول للمسجد الأقصى، بفتوى تستبيح اقتحام المسجد وساحاته وإقامة الطقوس التلمودية، في إشارة مزعومة منهم لادعاء أحقيتهم في المسجد الأقصى، ومن المعلوم أن المسجد الأقصى المبارك هو مسجد إسلامي وحق خالص للمسلمين وحدهم بقرار رباني، كما جاء في صدر سورة الإسراء : (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) ، وكذلك قرارات الشرعية الدولية، ومنها : قرار الأمم المتحدة الذي صدر عقب ثورة البراق عام 1929م ، والذي نص على أن حائط البراق هو ملك للمسلمين وحدهم، وليس لغير المسلمين حق فيه.

إن مدينة القدس في هذه الأيام تتعرض لمحنة من أشد المحن وأخطرها، فالمؤسسات فيها تغلق، والشخصيات الوطنية تلاحق، وآلاف المقدسيين يطردون، وتفرض عليهم الضرائب الباهظة، وتهدم عشرات البيوت في شعفاط وسلوان والشيخ جراح وغيرها من الأماكن، إلى إغلاق المحلات التجارية في باب العامود، وإقامة الحدائق التلمودية في محاولة لتزييف التاريخ والحضارة ، والعمل على تغيير المناهج التعليمية، وأسماء الشوارع والميادين، كما أن الأرض تنهب، وجدار الفصل العنصري يلتهم الأرض، وكل معلم عربي يتعرض لخطر الإبادة والتهويد، وسلطات الاحتلال تشرع في بناء عشرات الآلاف من الوحدات الاستيطانية لإحداث تغيير ديموغرافي في المدينة المقدسة من أجل إضفاء الطابع اليهودي عليها.

إن هذه الاعتداءات الإسرائيلية تدل دلالة واضحة على أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي مصممة على تنفيذ مخططاتها الإجرامية بحق القدس والمقدسات.

3- باعتقادك ما الهدف الصهيوني من وراء منع النساء الفلسطينيات من دخول المسجد الأقصى المبارك ؟

إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعمل جاهدة لبسط نفوذها وسيادتها على المسجد الأقصى المبارك منذ احتلالها للمدينة المقدسة، وما سيطرتها على باب المغاربة وهدم حي المغاربة بالكامل سنة 1967م عنا ببعيد، ومن الجدير بالذكر أن رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو قد طالب قبل الانتخابات الأخيرة بضرورة العمل على تقسيم المسجد الأقصى المبارك.

ومن الجدير بالذكر أن شرطة الاحتلال بدأت فعليًا بخطوات لتنفيذ التقسيم الزماني من خلال إعطاء الضوء الأخضر للجمعيات الاستيطانية والمستوطنين للوصول إلى المسجد الأقصى المبارك، واستباحة ساحاته وباحاته بأعداد كبيرة خاصة في الفترة الصباحية، وفي مقابل ذلك يقومون بتشديد الإجراءات على المواطنين والمصلين والمرابطين وطلاب مصاطب العلم والتضييق عليهم لمنعهم من دخول المسجد الأقصى المبارك ، وذلك من خلال تحديد أعمار المسموح لهم بدخول الأقصى، وأخذ هوياتهم واعتقالهم ، بالإضافة إلى منع النساء وخاصة طالبات مصاطب العلم من دخول المسجد الأقصى المبارك صباحاً، حيث إنهن يشكلن مع إخوانهن من المصلين والمرابطين خط الدفاع الأول في التصدي للمستوطنين أثناء اقتحاماتهم واعتداءاتهم ضد المسجد الأقصى المبارك، ومن الجدير بالذكر أن عددًا من هؤلاء الأخوات قد تعرض للاعتقال والاعتداء من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وتأتي هذه الإجراءات الإجرامية من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين والحاخامات؛ لمنع أية احتجاجات يقوم بها المصلون وسدنة المسجد الأقصى وطلاب وطالبات مصاطب العلم ضد هؤلاء المستوطنين أثناء تأديتهم لشعائرهم التلمودية، وتنفيذ مخططاتهم الإجرامية ضد المسجد الأقصى المبارك.

4- لو تحدثنا أكثر عن مخطط مايسمى ب "سلطة الحدائق والطبيعة"، و"سلطة الآثار الإسرائيلية" وجمعية "إلعاد" الاستيطانية، بتحويل قنوات وعيون المياه العربية الإسلامية التاريخية في سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك إلى مسارات تلمودية توراتية؟

إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تخطط لتهويد المسجد الأقصى المبارك والمدينة المقدسة منذ احتلالها عام 1967م، ولم تتوقف عن تنفيذ مخططاتها خطوة خطوة، وتنتظر الفرصة السانحة للانقضاض على المدينة المقدسة والمسجد الأقصى المبارك ، ومن هذه المخططات والإجراءات الصهيونية الإجرامية مشروع الحديقة القومية في منطقة الطور والعيساوية ، ومن المعلوم أن هذا المشروع سيعمل على مصادرة (740 دونماً) من أراضي المواطنين المقدسيين، علماً بأن بلدية الاحتلال في المدينة المقدسة وسلطة الطبيعة قدمتا  مشروع الحديقة القومية في سنة 2009م ، وتمت المصادقة على المشروع ، ويأتي هذا المشروع الصهيوني الخطير تحت حجج واهية مثل: تكوين مشهد جميل، ومنطقة يجب المحافظة عليها، بالإضافة إلى تعزيز الثقافة والتاريخ اليهودي الدخيل على أرضنا ومقدساتنا، فهم يحاولون في كثير الأحيان صبغ مصادرة الأراضي في القدس بالصبغة الدينية.

كما قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتحويل قنوات وعيون المياه العربية الإسلامية التاريخية في سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، إلى مسارات تلمودية توراتية من خلال تعميق حفرياتها وأنفاقها لإنشاء مسارات يهودية، وهذا يُعَدّ عدواناً وانتهاكًا صارخًا بحق المدينة المقدسة.

ومن الجدير بالذكر أن عمال سلطة الطبيعة الإسرائيلية قاموا مساء يوم الأحد 21/9/2014م بهدم عشرين قبرا من مقبرة "الشهداء"، الواقعة في باب الأسباط بالقدس، بحجة أنها تقع في أرض مصادرة لسلطة الطبيعة، ونحن نؤكد على أن هذه الأرض أرض وقفية، وليست تابعة لسلطة الطبيعة الإسرائيلية.

إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعمد إلى تنفيذ خطة استيطانية لتزييف المشهد الحضاري والتاريخي في المدينة المقدسة، وذلك بإقامة آلاف الوحدات الاستيطانية في محاولة لتزييف المشهد الديموغرافي بالقدس لصالح اليهود .

5- تابعنا مؤخرا سقوط بعض شجر السرو المعمر في ساحات المسجد الأقصى المبارك بسبب الحفريات الصهيونية المستمرة تحت أساسات المسجد. لو تحدثنا عن ذلك ؟

من المعلوم أن المسجد الأقصى المبارك يتعرض للاعتداءات الصهيونية والمخططات الإجرامية وحفر الأنفاق – المستمر – تحت ساحاته وباحاته ومصاطبه ومصلياته، وقد اكتُشف ذلك أول مرة في شهر سبتمبر من العام 1996م، وعندها هبَّ أبناء الشعب الفلسطيني دفاعاً عن مسجدهم وعن قبلة المسلمين الأولى ، وعن مقدساتهم وعن تاريخهم وعن حضارتهم وعن عقيدة المسلمين جميعاً، فيما عُرف بــ"هبة النفق" والتي استشهد فيها عشرات الشهداء بالإضافة إلى مئات الجرحى دفاعاً عن المسجد الأقصى المبارك.

حيث إن هذه الحفريات الصهيونية المستمرة ، وهذه الأنفاق المدمرة تهدف بالدرجة الأولى إلى هدم المسجد الأقصى المبارك – لا قدر الله - ، وقد حدث في المسجد الأقصى المبارك نتيجة هذه الأعمال الإجرامية تصدعات في جدرانه، وتشققات كثيرة في باحاته، بالإضافة إلى سقوط بعض أشجار السرو المعمِّر المنتشر في ساحات المسجد الأقصى المبارك .

إننا نؤكد على أن سقوط بعض شجر السرو المعمِّر داخل المسجد الأقصى، وتحديدًا في المنطقة الواقعة قريبًا من حمامات النساء في الجهة الشمالية من المسجد من جهة باب الأسباط، لا يعود لأي سبب طبيعي وإنما يعود إلى الحفريات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ممّا أدى إلى سقوطها، خاصة أن سقوط عدة أشجار معمرة وضخمة من السرو أو النخيل تكرر عدة مرات في فترات مختلفة.

ونحن نقول هنا: إن المسجد الأقصى المبارك مسجد إسلامي، لن تقوض بنيانه هذه الأنفاق المجرمة، ولن تزعزع أركانه هذه الاعتداءات المستمرة، وسيظل صرحاً إسلامياً شامخاً إن شاء الله تعالى.

6- ما هي رسالتكم لكل مسؤول فلسطيني وعربي ودولي ؟

إن مدينة القدس مهوى أفئدة المليار ونصف المليار مسلم في جميع أنحاء العالم ، وكذلك ملايين المسيحيين في شتى أنحاء المعمورة، لذلك فإن الواجب الديني والحضاري عليهم جميعاً  أن يدافعوا عن هذه المدينة المقدسة، وأن يعملوا على تحريرها من المحتلين، وألا يتركوها وحيدة أمام الهجمة الشرسة التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي  صباح مساء.

إننا هنا نشدد على أن مدينة القدس مدينة فلسطينية عربية إسلامية، لذلك يجب على الجميع حمايتها من كافة المخاطر التي تهدد أمنها وعروبتها وإسلاميتها، كما نؤكد على أن المحاولات الإسرائيلية لفرض أمر واقع لن تنجح إن شاء الله، في تغيير الحقائق وطمس المعالم الدينية والتاريخية والمقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة، وإننا نحمل سلطات الاحتلال المسئولية الكاملة المترتبة على هذه الإجراءات التصعيدية ضد الأقصى والقدس والمقدسات .

لقد شرف الله سبحانه وتعالى الفلسطينيين بالمرابطة في هذه البلاد، لذلك يجب عليهم أن يجمعوا شملهم ويرصوا صفوفهم ويوحدوا كلمتهم، لأنه بوحدتهم تتحطم أحلام المحتلين ، وتفشل مخططاتهم، وهذا ما ظهر جليًا أثناء التصدي للاعتداءات والاقتحامات الصهيونية ضد المسجد الأقصى المبارك والمدينة المقدسة.

إن مسئولية الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك ليست مسئولية الشعب الفلسطيني وحده وإن كان هو رأس الحربة في الذود عنه وحمايته، إنما  هي مسئولية العرب والمسلمين جميعاً  في مساندة هذا الشعب، والوقوف بجانبه ودعم صموده للمحافظة على أرضه ومقدساته، خصوصاً في هذه الأيام التي يتعرض فيها المسجد الأقصى المبارك لمؤامرات خبيثة، فالمسجد الأقصى المبارك وقف إسلامي، وما فوقه وما تحته وقف إلى يوم القيامة .

إننا ندعو أبناء الأمتين العربية والإسلامية إلى إدراك الأخطار المحدقة بالمسجد الأقصى، ونطالبهم بالوقوف إلى جانب المقدسيين لحماية المسجد الأقصى والقدس من المخاطر الإسرائيلية، كما نطالبهم بضرورة العمل على إنقاذ المدينة المقدسة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لها، وأن يعملوا على دعم المرابطين في المدينة المقدسة، ولكي يكون الدعم العربي والإسلامي أكثر نجاعة وتأثيراً ويزيد من صمود المقدسيين، لابُدَّ من العمل على  تثبيت المقدسيين في مدينتهم من خلال إقامة المشاريع الإسكانية لهم ، ودعم مؤسساتهم المختلفة داخل مدينة القدس ، وذلك في شتى المجالات : التعليمية من مدارس أو معاهد أو جامعات ، والاجتماعية بدعم الجمعيات الخيرية المختلفة والأسر الفلسطينية في مدينة القدس المحتلة، والاقتصادية بدعم المشاريع التجارية والاقتصادية لأبناء القدس، والصحية بدعم المستشفيات والمراكز والمؤسسات الصحية فيها، ومساعدة العمال المقدسيين، ودعم صمود أهلها بكل الطرق التي تؤهلهم للوقوف والتصدي لهذه الهجمة الإسرائيلية الشرسة لصبغ المدينة المقدسة بالصبغة اليهودية الاحتلالية، كما يجب عليهم تقديم الدعم والمساعدة للمرابطين و طلاب حلقات مصاطب العلم وحراس وسدنة المسجد الأقصى المبارك الذين يشكلون رأس الحربة في الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك .

كما نطالب المجتمع الدولي بضرورة فضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي، والوقوف ضد اجراءاته التهويدية ضد المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وكذلك تزييفه للتاريخ والحضارة ومحاولته تغيير الآثار الإسلامية في هذه المدينة المقدسة.

7- ما كلمتكم لشبكة رسالة الإسلام ولفضيلة الشيخ الدكتور عبد العزيز الفوزان ؟

إننا نتوجه بجزيل الشكر وعظيم الامتنان لشبكة رسالة الإسلام، وعلى رأسها فضيلة الشيخ الدكتور/ عبدالعزيز الفوزان – حفظه الله -، على جهودهم العظيمة في خدمة الدعوة الإسلامية، حيث إنها خير الأعمال وأفضلها، كما جاء في قوله سبحانه وتعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}، كما أن هذه الشبكة الإسلامية الرائدة في المجال الإعلامي الإسلامي الهادف تحمل رسالة الإسلام ، بترسيخ مبادئه السمحة والدفاع عنه، وتعمل على نشر العلم الشرعي المنطلق من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه – صلى الله عليه وسلم –، مصداقاً لقوله – صلى الله عليه وسلم – : " تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا مَا مَسَكْتُمْ بِهِمَا كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ " .

 ومما يميز هذه الشبكة العملاقة أنها تقدم خدماتها الجليلة ودعوتها الإسلامية العظيمة لكل الفئات من الأطفال والرجال والنساء من المسلمين وغير المسلمين ، من خلال العمل على مدّ جسور التواصل الحضاري بين المسلمين وغيرهم ، وذلك  بتوظيف وسائل الإعلام المختلفة والمتنوعة لنشر الإسلام، من خلال تعريف الآخرين بهذا الدين العظيم الذي يمثل القيم والأخلاق الحسنة، والتي كان لها عظيم الأثر في نشر رسالة الإسلام من خلال التجار الذين جابوا البلاد شرقاً وغرباً ، فكانوا خير سفراء لهذا الدين بمعاملاتهم وصدقهم وأمانتهم، فالدين المعاملة.

كما أن هذه الشبكة الرائدة تقدم الدعوة الإسلامية بلغات عالمية عدة كالإنجليزية والفرنسية والإسبانية والصينية ، وهذا ينطلق من عالمية الدين الإسلامي ، كما جاء في قوله سبحانه وتعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}، فهي تعمل على نشر رسالة الإسلام في كافة أرجاء المعمورة من خلال وسائلها الإعلامية المرئية والمقروءة.

وأقول لأخي فضيلة الشيخ الدكتور/ عبد العزيز الفوزان: بارك الله فيكم وفي جهودكم العظيمة لخدمة الإسلام وأهله ، وأسال الله العلي القدير أن يجعل ذلك في ميزان حسناتكم يوم القيامة.

أخي الكريم، ليستمر عطاؤكم المشكور المتميز بحمل عبء الدعوة الإسلامية، عملاً بقوله – صلى الله عليه وسلم - : " بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً " ، ليستمر مشواركم الدعوي العظيم في نشر ديننا الإسلامي الحنيف بالحكمة والموعظة الحسنة، لقوله – صلى الله عليه وسلم - : "... فَوَاللَّهِ لأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بكَ رَجُلاً وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ".

بوركت جهودكم ، وسدد الله على الحق خطاكم

رابط الحوار/

http://main.islammessage.com/newspage.aspx?id=26240