30 ذو الحجة 1435 - 25 أكتوبر 2014
* ما هي آخر الاعتداءات التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك ؟
من المعلوم أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعمل جاهدة على فرض السيادة الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك وتنفيذ مخططاتها الإجرامية في التقسيم الزماني والمكاني، وما اقتحاماتهم المتكررة للمسجد الأقصى المبارك بصفة عامة وفيما يُسَمَّى بأيام أعيادهم بصفة خاصة، إلا دليل واضح على ذلك، كما أن المنظمات اليهودية المدعومة من قبل حكومة الاحتلال الإسرائيلي مباشرة تستعد لبناء ما يُسمى بالهيكل المزعوم بدلاً من المسجد الأقصى المبارك -لا سمح الله-، وما قيادة الوزراء وأعضاء الكنيست والحاخامات للاقتحامات المتكررة على المسجد الأقصى المبارك، إلا توطئة لتنفيذ هذه المخططات الإجرامية.
ونحن هنا نشيد بالمصلين وطلاب مصاطب العلم والمعتكفين والمرابطين والسدنة والحراس وأهالي المدينة المقدسة وأهلنا في الداخل الفلسطيني، على وقفاتهم المشرفة في الدفاع عن الأقصى والقدس والمقدسات، حيث إن وقفاتهم المشرفة في الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك وتصديهم لاقتحامات المستوطنين، هي السبب الرئيس في إفشال مخططات المحتلين لتقسيم المسجد الأقصى المبارك وفرض واقع جديد، فهم الصخرة التي تتحطم عليها جميع مؤامرات المحتلين.
* ما خطورة الاقتحامات اليومية التي يقوم بها المستوطنون للمسجد الأقصى المبارك؟
إن الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك تسير بوتيرة متسارعة، فمن اقتحامات يومية لساحاته، إلى حفريات وشقّ أنفاق، وإقامة كُنُس أسفله وفي محيطه، ووضع كاميرات مراقبة على سوره وفي ساحاته، إلى محاولتهم تقسيم الأقصى زمانياً ومكانياً، ومما لا يخفى على أحد أن قطعان المستوطنين قد كثفوا في الآونة الأخيرة من اعتداءاتهم الإجرامية بحق المسجد الأقصى المبارك، حيث إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أصبحت واضحة في اعتداءاتها ومخططاتها ضد المسجد الأقصى والمدينة المقدسة، حيث تعمل جاهدة لفرض سيطرتها على المسجد الأقصى المبارك، كما أن المدينة المقدسة تتعرض لمجزرة بشعة طالت البشر والشجر والحجر والتاريخ والحضارة، وما قيامهم بإنشاء القبور الوهمية عنا ببعيد.
إننا ننظر بخطورة بالغة إلى هذه الاعتداءات الإجرامية، وإلى الموقف الدولي الصامت عما يحدث في المدينة المقدسة والمسجد الأقصى المبارك، هذا الموقف الباهت الذي أدى إلى تمادي سلطات الاحتلال في إجراءاتها العدوانية، وتكثيف اقتحاماتها اليومية من قبل المستوطنين والحاخامات، والتي تهدف بشكل أساسي إلى تهويد هذا المسجد الإسلامي المقدس، وإقامة ما يُسَمّى بالهيكل المزعوم بدلاً منه لا سمح الله.
* من المعلوم أن الانتهاكات الصهيونية اليومية المكثفة والمتصاعدة في مدينة القدس تمرّ بأخطر المراحل .. لو تضعنا في صورة ما يجري هناك؟
- إن القدس في هذه الأيام تتعرض لمحنة من أشد المحن وأخطرها، فالمؤسسات فيها تغلق، والشخصيات الوطنية تلاحق، والبيوت تهدم، والأرض تنهب، والهويات تسحب، وجدار الفصل العنصري يلتهم الأرض، وكل معلم عربي وإسلامي يتعرض لخطر الإبادة والتهويد، وسلطات الاحتلال تشرع في بناء عشرات الآلاف من الوحدات الاستيطانية لإحداث تغيير ديموغرافي في المدينة المقدسة من أجل إضفاء الطابع اليهودي عليها، بالإضافة إلى تغيير المناهج، وأسماء الشوارع، وكذلك المسجد الأقصى المبارك يتعرض لهجمة شرسة، حيث يُمنع سدنته وحراسه وأصحابه من الوصول إليه، وكذلك منع الأوقاف من الترميم، والعالم وللأسف يغلق عينيه، ويصم أذنيه عما يجري في القدس، وكأن القدس خارج حسابات المجتمع الدولي.
إن هذه الاعتداءات الإسرائيلية تدل دلالة واضحة على أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي مصممة على تنفيذ مخططاتها الإجرامية بحق القدس والأقصى والمقدسات.
* ما هي رسالتكم لأبناء الأمتين العربية والإسلامية؟
- إن مدينة القدس مهوى أفئدة المليار ونصف المليار مسلم في جميع أنحاء العالم، وكذلك ملايين المسيحيين في شتى أنحاء المعمورة، لذلك فإن الواجب الديني والحضاري عليهم جميعًا أن يدافعوا عن هذه المدينة المقدسة، وأن يعملوا على تحريرها من المحتلين، وألا يتركوها وحيدة أمام الهجمة الشرسة التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي صباح مساء، فالمسجد الأقصى المبارك ليس ملكاً للفلسطينيين وحدهم، بل هو في عقيدة كل عربي ومسلم، فهو نهاية رحلة الإسراء وبوابة الأرض إلى السماء، فمن المسجد الأقصى المبارك عُرج بالنبي محمد – صلى الله عليه وسلم – إلى السماء.
إننا نناشد أبناء الأمتين العربية والإسلامية ألا ينسوا مسرى نبيهم محمد – صلى الله عليه وسلم- ومدينة القدس، كما ندعوهم لضرورة العمل على المحافظة عليها وحماية مقدساتها لأنها جزء من عقيدتهم، هذه المدينة التي تتعرض يومياً لمذبحة إسرائيلية تستهدف الإنسان والتاريخ والحضارة، كما يجب عليهم مساعدة أبناء الشعب الفلسطيني، ودعم المرابطين في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس بكل الطرق وفي شتى المجالات، الإسكانية والصحية والتعليمية والثقافية والتجارية والشبابية وغير ذلك، من أجل المحافظة على المسجد الأقصى المبارك والمدينة المقدسة.
كما ونطالب جميع الأطراف الدولية والمؤسسات الحقوقية والإنسانية وكل أحرار العالم، والمؤسسات التي تختص بالمحافظة على الأماكن الأثرية والتاريخية والدينية في العالم، بضرورة التصدي والتدخل من أجل وقف ولجم الاعتداءات الإسرائيلية على الآثار والمقدسات وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، كما نطالب منظمة اليونسكو بتحمل مسؤوليتها بحماية الآثار الإسلامية في المدينة المقدسة.