2023-06-11

وقفة بين عامين
2018-09-07

الخطبة الأولى :

أيها المسلمون :

      يقول الله تعالى في كتابه الكريم: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً* وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا* اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا * مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} .

إننا نعيش أيها الأخوة الكرام في هذه الأيام في نهاية عام هجري، ونستعد لاستقبال عام هجري جديد ، فنحن اليوم في آخر جمعة من العام الهجري ، حيث تكون الجمعة القادمة إن شاء الله الجمعة الأولى من العام الهجري الجديد، وهكذا تمر الشهور بعد الشهور وتنقضي الأعوام، فعلينا أن نأخذ العبرة من مرور الأيام والشهور والأعوام.

أيها المسلمون :

ما أحوجنا في مستهلِّ كل عام، وحين تطوي عجلة الزمن عاماً كاملاً من حياتنا، تقتطعه من أعمارنا، وتقرِّب به آجالنا، ما أحوجنا لأن نقف قليلاً على مفترق الطرق! لنحاسب أنفسنا على الماضي، ولنستعرض ما قدّمناه، فنستدرك ما فات ونتوب من العثرات، ونحمد الله عزَّ وجلَّ على ما وفقنا إليه من صالح الأعمال، ثم نعقد العزم على أن نواجه العام الجديد بقلوب مؤمنة ونيَّات صادقة، ورغبة أكيدة في فعل الخير واتباع الحقِّ وطاعة الله وتقواه.

إنّنا في هذه الوقفة ونحن نودع عاماً ونستقبل عاماً جديداً، يجب أن نتدارك ما فاتنا وأن يُحَاسِبَ الواحد فينا نفسه قبل أن يُحاسَب، كما قال سبحانه: {وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا* اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا}، وقوله عزَّ وجلَّ: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ}، حيث إنّنا سَنُسْْأل يوم القيامة عن كل شيء، لقول رسولنا – صلى الله عليه وسلم -: (لا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعِ: عَنْ عُمُرِهِ  فِيمَ أَفْنَاهُ ، وعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلاهُ ، وَعَنْ مَالِهِ  مِنْ أَيْنَ  اكتَسبه وَفِيمَ أَنْفَقَهُ ، وَعَنْ عِلْمِهِ ، مَاذَا عَمِلَ فِيهِ ).

 أيها المسلمون :

إنَّ الدنيا مزرعة الآخرة، ونحن لم نُخلق إلا للعمل الصالح والعبادة الحقَّة،  كما قال الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ}، لذلك نرى بأن  الرسول - عليه الصلاة والسلام -  قد اغتنم كلّ لحظة من حياته في طاعة الله، وعلَّم أصحابه ذلك، فما مضى قرنٌ من الزمان حتى رأينا دولاً عديدة ومساحات شاسعة من قارات العالم قد سطع عليها نور الإسلام، ودخل أهلها في دين الله أفواجا بفضل الله أولاً، ثم بجهدهم وعملهم وإخلاصهم.

 ومن الجدير بالذكر أنَّ عُمر الإنسان قصير، وأنَّ حياته أثمن من أن تضيع فيما لا ينفع، فقد جاء في الحديث أنَّ رَسُولَ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ‏:‏ ‏"‏ أَعْمَارُ أُمَّتِي مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى السَّبْعِينَ وَأَقَلُّهُمْ مَنْ يَجُوزُ ذَلِكَ ‏"‏، فعلينا أن نُعَمِّر أوقات حياتنا بالباقيات الصالحات من الأقوال والأفعال، فتعاقب الزمن يفرض علينا الحرص على الوقت، وأن يأخذ الإنسان من دنياه لآخرته، ومن حياته قبل موته، فظروف المستقبل ليست ملكاً لأحد، وأمرها إلى الله تعالى، لذا ينبغي اغتنام الفرصة التي بين أيدينا، لقول الرسول – صلى الله عليه وسلم-: (اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ : شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ , وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ , وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ , وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغُلِكَ , وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ )، فبارك الله فيمن طال عمره وحَسُنَ عمله، كما جاء في الحديث : ( أَنَّ رَجُلا قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ ؟ ، قَالَ : مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ ، قَالَ : فأَيُّ النَّاسِ شَرٌّ ؟ ، قَالَ : مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَسَاءَ عَمَلُهُ(.

  أيها المسلمون :

وكما أن أعمار البشر محدودة فإن أعمار الأمم كذلك، كما في قوله تعالى :  {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ}، أين فرعون وهامان ؟ أين عاد وثمود ؟ كما في قوله تعالى:{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ* الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ* وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ* وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ* الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ* فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ* فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ* إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ}.

أين القياصرة والأكاسرة؟ لقد كانت اليرموك وفيها القضاء على القياصرة ، وكانت القادسية وفيها القضاء على الأكاسرة ، ومن الجدير بالذكر أن بلادنا فلسطين قد احْتُلَّتْ عبر التاريخ مرات عديدة، ولكنها لفظت المحتلين ، وستلفظ هذا المحتل إن شاء الله ، فالليل مهما طال فلا بُدَّ من بزوغ الفجر، وإن الفجر آتٍ بإذن الله.

 لقد أكرم الله عز وجل أمتنا الإسلامية بميزتين هما الخيرية: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ}،والوسطية: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}.

    أيها المسلمون :

من رحمة الله سبحانه وتعالى أن فتح باب الأمل والرجاء أمام المذنبين، ليتوب مسيئهم ويثوب إلى رشده شاردهم، كما جاء في الحديث الشريف عن أبي موسى الأشعري- رضي الله عنه-  عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا "،  وعندئذ يغفر الله لهم ما اقترفوا من إثمٍ أو معصية ، كما جاء في الحديث القدسي، قال الله تعالى : " يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَة".

إِنَّ يَدَ الله عز وجل مبسوطة بالعفو والمغفرة لا تنقبض في ليل ولا نهار، تنشد مُذنباً أثقلته المعاصي يرجو الأَوْبَة بعد طول الغيبة ، ومُسيئاً أسرف على نفسه يرجو  رحمة ربه، وفاراً إلى مولاه يطلب حسن القبول.

إذاً المعنى الحقيقي للتوبة، أن ينتقل المرء المُسْرف على نفسه من ظلمات الباطل والمعصية والهوى، إلى نور الإيمان وكمال الطاعة وعزّ التقوى، لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا}، ومن مقتضياتها هجر الذنوب أصلاً، وتوطين النفس على عدم العودة إلى المعاصي، والشعور بالخوف من الله عز وجل، والندم على ما جنته الأيدي، ورحم الله القائل:

لَئِنْ جَلَّ ذنبي وارتكبتُ المآثما    وأصبحتُ في بحرِ الخطيئةِ عائما

فها أنا ذا يا ربّ أقررتُ بالذي    جنيتُ  على نفسي وأصبحتُ نادما

أجلُّ ذنوبي عند عفـوك سيدي    حقيرٌ وإن كـانتْ ذنوبي عظائما

يا عالمَ الأسـرارِ علم اليقين     يا كاشفَ الضُّـرِّ عـــن البائسين

ارحـم ضعفنا واقبـل توبة التائبيـن

ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ، فيا فوز المستغفرين استغفروا الله ....

 

الخطبة الثانية :

أيها المسلمون :

من المعلوم أنَّ الإنسان في معترك الحياة عرضة للخطأ والزلل، إذ العصمة ليست إلا للأنبياء، فإذا وجدتَ نفسك طائعاً لله عزَّ وجلَّ، مستجيباً لأوامره، مجتنباً لنواهيه، فاحمد الله على توفيقه لك،{الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ}، وإذا وجدتَ نفسك مقصراً، وقد أبعدك الشيطان عن طريق الحقِّ، فاعلم أن الله قد جعل لك من المعاصي فرجاً ومخرجاً، بالإسراع إلى التوبة والندم لقوله سبحانه وتعالى: {إِلا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ  وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}، ولقوله -صلى الله عليه وسلم-: (كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ ).

ليس بين العصاة وبين رحمة الله أن تصل إليهم، إلا أن يستجيبوا لنداء الرحمن الرحيم حيث يقول تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}، فقد ذكر الإمام الغزالي في كتابه الإحياء أنَّ أحد الصالحين رأى  رجلاً لا ينقطع عن المعاصي، وقد غمره الله بنعيم ظاهر، وقد تعجَّب الناس من أمره، فقال لهم الرجل الصالح: (لا تعجبوا من أمره، ربُّ كريم وعبدٌ لئيم!).

أيها المسلمون :

إنَّ الأمم تستغل وقتها أحسن الاستغلال في الخير وفي المخترعات العلمية  التي تعود بالخير على أبناء البشرية، وفي سبيل النهوض بحياة الأمم والشعوب.

 إنَّ أجدادنا اغتنموا أعمارهم في الخير، فكانوا العلماء النابغين الأفذاذ الذين طأطأ لهم الشرق والغرب إجلالاً  واحتراماً في شتى المجالات، فكان منهم الفارابي، والرازي، وابن سينا، وابن الهيثم، والخوارزمي، والكندي، وغيرهم كثير، بينما نرى وللأسف الشديد أن الأمة العربية والإسلامية اليوم في ذيل البشرية في العالم الثالث، فلا حول ولا قوة إلا بالله.

إنَّ الفرد مطالب باستغلال الوقت في طاعة الله، فالصلوات موزعة على خمسة أوقات، والصوم والحج والزكاة مقسمة على أشهر السنة، ونحن مسؤولون عن أعمارنا فلماذا نُضَيِّعها سُدَىً هكذا؟!

كم من إخواننا يقضون أوقاتهم في اللهو والمقاهي، والغيبة والنميمة، ومشاهدة الأفلام الهابطة والمسلسلات الهدَّامة، أما  آن لهم أن يتوبوا إلى رشدهم وأن يعودوا إلى طريق الصواب؟!

إنّك إن طالبتَ أحدهم بالصلاة، قال: غداً أبلغ من الكبر عتيا، وأتوب وأصلي، ونسي قوله تعالى: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا}.

أيها المسلمون :

إنّنا  مطالبون أيها الأخوة الأحباب أفراداً وجماعات، ومؤسسات ودولاً  أن نتّقي الله في أعمارنا، {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ}، كما علينا أن نعلن الصلح مع الله، وأن نكثر من أفعال الخير، وننأى بأنفسنا وأهلينا ومجتمعنا عن طريق الشَّرِّ عسى أن تدركنا رحمة الله، {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ }.

وما دمنا لا ندري متى سنموت، فيجب علينا طاعة الله، وتنفيذ أوامره ،ورد الحقوق لأصحابها، من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال.

وأقول في الختام: ونحن نقف على أبواب عام هجري جديد لنتضرع إلى الله سبحانه وتعالى أن يحمي المسجد الأقصى المبارك والمدينة المقدسة التي تتعرض للتهويد وتهجير أهلها وهدم بيوتهم، وفرض الضرائب الباهظة عليهم، وتغيير أسماء شوارعها، ومحاولة العبث بالمناهج التعليمية فيها، وما يجري في الخان الأحمر ليس عنا ببعيد، كما لا يخفى عليكم أيها الأخوة الأفاضل ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك في هذه الأيام من محاولات لتهويده، وتقسيمه زمانياً ومكانياً ، وفرض السيادة الاحتلالية عليه من خلال السماح لقطعان المستوطنين باقتحامه يومياً تحت حراسة قوات الاحتلال الإسرائيلي ، ومن الواجب علينا أن نحيي أهلنا في المدينة المقدسة ونشيد بمواقفهم المشرفة، كما نثمن صمودهم ورباطهم ، وعلى الأمة أن تقف معهم من خلال المحافظة على الأقصى والقدس والمقدسات ودعم صمودهم في شتى المجالات ، فهم الصخرة التي تتحطم عليها كل المؤامرات .

كما نسأله سبحانه وتعالى أن يجمع شمل شعبنا الفلسطيني، ويوحِّد كلمته، وأن يؤلف بين قلوب أبنائه، وأن يكون العام الهجري الجديد إن شاء الله عام تحرير المقدسات، وعودة اللاجئين، وخروج الأسرى والمعتقلين، وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف بإذنه تعالى.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

الدعاء.....