الخطبة الأولى :
أيها المسلمون :
أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ("مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ "، و"مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" ).
يستعد المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها لاستقبال شهر رمضان المبارك، ونفس كلِّ واحد منهم تعتلج بألوان شتى من المشاعر والمعاني، فمنهم من يأمل أن يُعَوِّضَ في شهر رمضان ما فَاتَهُ من التقصير على مدار العام، ومنهم مُتَحَفّزٌ لرحلة إيمانية جديدة تُضيء له طريق الهدى والخير والنور ، ويأتي شهر رمضان في كل عام، حيث يهلُّ على الناس ببركاته وخيراته ، فهو شهر الصيام والقيام ، والتسابيح والتراويح ، والكرم والسخاء والبذل والعطاء.
وَيُسعدنا في هذه المناسبة الكريمة أن نتقدم بأصدق التهاني والتبريكات من شعبنا الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية بقرب حلول شهر رمضان المبارك، سائلين الله العلي القدير أن يجعله شهر خير وبركة على شعبنا وعلى الأمتين العربية والإسلامية، إنه سميع قريب.
أيها المسلمون :
من المعلوم أن المسلمين في هذه الأيام ينتظرون حلول هذا الشهر المبارك بفارغ الصبر، ليكون مُلَطِّفاً لأرواحهم، مُرَوِّضاً لأجسامهم، مُهَذِّباً لنفوسهم، باعثاً لأريحيتهم، فهو يزيد في إيمان المؤمنين ، ويُنمي عواطف البرِّ عند المحسنين، ويفتح مجال التوبة والإنابة أمام العصاة والمسرفين، فاستعدوا معشر الموحِّدين لاستقبال هذا الشهر الكريم، واستبشروا بقدومه، وشمِّروا عن ساعد الجد، واغتنموا الفرصة ولا تُضَيِّعوها بين لهوٍ ولعب، ووطِّدوا العزم منذ الآن على صيام أيامه وقيام لياليه.
* أهلاً بك يا رمضان، ننتظر رؤية هلالك، لنسعد بلقائك ونبتهج بقدومك، لنردِّدَ معاً قول النبي- صلى الله عليه وسلم – الذي كان يُرَدَّده عندما يرى الهلال: "اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ علَيْنَا باليُمْنِ والإِيمَانِ، وَالسَّلامَةِ والإِسْلامِ ، رَبِّي ورَبُّكَ اللَّه ".
* أهلاً بك يا رمضان، يا شهر الخيرات والبركات، كيف لا؟ والمنادي ينادي كما قال - صلى الله عليه وسلم- : (إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنْ النَّارِ، وَذَلكَ كُلّ لَيْلَةٍ ).
* أهلا بك يا رمضان، يا شهر التنافس في الطاعات والخيرات ، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ، كما قال – صلى الله عليه وسلم -:"أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْر بَرَكَةٍ، يغْشَاكُم اللهُ فِيهِ، فَيُنْزِلُ الرَّحْمَة، وَيَحُطُّ الخَطَايَا، وَيَسْتَجِيبُ فِيهِ الدُّعاءَ، يَنْظُرُ اللهُ إِلى تَنَافُسِكُمْ فِيهِ، وَيُبَاهِي بِكُمْ مَلائِكَتَهُ، فَأَرُوا اللهَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ خَيْرًا، فَإِنَّ الشَّقِيّ مَنْ حُرِمَ فِيهِ رَحْمَة اللهِ".
*أهلاً بك يا رمضان ، يا شهر المنح والهبات، ومضاعفة الأجر والثواب، كما قال – صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ تَقَرَّبَ فِيهِ بِخَصْلَةٍ مِن الْخَيْرِ كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ ، وَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيهِ كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ".
*أهلاً بك يا رمضان ، يا شهر الذكر والقرآن، كما قال – صلى الله عليه وسلم – : (الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيه،ِ قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ) .
أيها المسلمون :
يستقبل المسلمون كل عام شهر رمضان المبارك بالبِشْرِ والترحاب والإقبال على الله سبحانه وتعالى، فهو شهر الربح وزمن العفو والصفح، وشهر الطاعات والبركات، وهو شهر الذكريات العظيمة للأمة الإسلامية ، ففيه نزل القرآن الكريم {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}، وفي السابع عشر منه حدثت غزوة بدر الكبرى التي كانت أول مرحلة من مراحل انتصار الإسلام، وسمَّى الله عزَّ وجلَّ هذه الغزوة بيوم الفرقان يوم التقى الجمعان، وفيه حدث الفتح المبين والنصر العظيم فتح مكة ، حيث رجع الرسول – صلى الله عليه وسلم – والمسلمون إلى مكة فاتحين بعد أن أُخرجوا منها مستضعفين، وفيه تجلَّت إنسانية الرسول – صلى الله عليه وسلم – يوم قال لأصحابها : "اذهبوا فأنتم الطلقاء "!!.
إن الصوم يبعث في النفوس قوة العزيمة، ويحملها على التخلق بخُلُق الصبر الذي هو للمؤمنين خير زاد، وللنصر أقوى عماد، وفيه يشعر الصائم بوجوب التعاطف والتراحم بين المؤمنين وبقوة الترابط والوحدة بين المسلمين، إذ هم جميعاً يُمْسكون عن الطعام والشراب في وقت واحد ويتناولون فطورهم في وقت واحد، ويعبدون إلهاً واحداً ويتجهون إلى قبلة واحدة يُمَجِّدون فيها خالقهم سبحانه وتعالى.
فما أحوج المسلمين في هذا الشهر المبارك أن يغتنموا هذه الأيام المباركة ، ويشحذوا العزائم ، ويُخلصوا النيات، ويعقدوا العزم على الندم على ما فات ، وفتح صفحة جديدة شعارها العمل الخالص من الرياء، حتى يتداركهم الله بفضله وينزّل عليهم نصره .
أيها المسلمون :
إن شهر رمضان مناسبة طيبة للتواصل والتراحم والتزاور بين المسلمين ، وفرصة عظيمة لعمل الخير والإكثار من صنائع المعروف، وإحيائه بقراءة القرآن وتأمل معانية ، ومداومة الذكر وإقامة الصلاة في المسجد والمُكْث فيه ما استطاع المسلم إلى ذلك سبيلاً ، ومن ثم تتضاعف أهمية رمضان بأجوائه الروحية، ليتخذ الإنسان منه فرصة صادقة كي يثوب إلى رشده، ليعود إليه صفاؤه الروحي والنفسي، فإحياء ليالي رمضان لا تكون بإضاعة الوقت في اللهو والسلوكيات التي لا تتفق وآداب الشهر الفضيل.
ومن المعلوم أن شهر رمضان خيرٌ كله، نهاره وليله، وأوله وأوسطه وآخره، فالمسلم في نهاره صائم وفي ليله قائم، ورمضان مجمع الفضائل فقد جمع من الفضائل والخيرات ما لم يجمعه شهر من الشهور، ومن المعلوم أن للصيام منزلة رفيعة، فهو من أفضل العبادات و أجلِّ الطاعات كما جاء في قوله – صلى الله عليه وسلم - : " مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ "،و قوله– صلى الله عليه وسلم - : "مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ"، وقوله– صلى الله عليه وسلم - أيضا:"مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ"، وثواب الصيام لا يَتَقَيَّدُ بعددٍ معين، بل يُعطى الصائم أجره بغير حساب، كما جاء في الحديث أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال : (قال الله عزَّ وجل: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، فإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلا يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَسْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ ، إني صائمٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، ولِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا، إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بفِطْرِهِ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ).
ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ، فيا فوز المستغفرين استغفروا الله ....
الخطبة الثانية :
أيها المسلمون :
إن شهر رمضان الذي نعيش في ظلال أيامه المباركة هو شهر الصدقات والزكوات، ومن المعلوم أن الحسنة تُضاعف فيه كما جاء في الحديث الشريف : (من تَقَرَّبَ فيه بخَصْلَةٍ من الخير كان كَمَنْ أَدَّى فريضة فيما سواه، ومن أَدَّى فريضة فيه كان كَمَنْ أَدَّى سبعين فريضة فيما سواه)، لذلك فإن كثيراً من المسلمين يغتنمون حلول هذا الشهر المبارك لإخراج زكاة أموالهم فيه، رغبة في تحصيل الأجر العظيم والثواب الكبير، لذلك فإننا نناشد الموسرين والمُزكِّين والمُتَصدِّقين بضرورة إخراج زكاة أموالهم في هذه الأيام، حيث إننا نعيش ظروفاً اقتصادية صعبة، فجميل منهم أن يُخَصّصوا شيئاً من أموالهم للفقراء ولرعاية أسر الأيتام، وذلك بتقديم مساعدات شهرية للمساكين والمعوزين، ولطلاب المدارس والمعاهد والجامعات بدفع الأقساط المدرسية عنهم، وللمرضى بدفع التأمين الصحي، ودفع ثمن الكهرباء والماء عَمَّن لا عائل لهم ، ودعم ومساعدة المؤسسات الخيرية التي تمدُّّ يَدَ العون وتُقدّم المساعدة للأيتام والفقراء والعائلات المستورة.
ومن أشكال الصدقات والبرِّ خصوصاً في مثل هذه الأيام المباركة مساعدة الأسر المحتاجة بتوفير الطعام والغذاء لهم من خلال السلّة الغذائية، وبشراء الملابس لهم من خلال مشروع كسوة العيد، ومساعدة الضعفاء والفقراء واليتامى والثكالى والأرامل برسم البسمة على شفاههم، وإدخال السرور على قلوبهم، بما أفاء الله عليك من النعم، فإنَّ منع الزّكاة سبب مباشر لغضب الله.
أيها المسلمون :
لقد رفض شعبنا الفلسطيني والأمتان العربية والإسلامية قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي ونقل السفارة الأمريكية إليها، ونحن نعتبر هذا القرار بأنه قرار جائر وظالم يرفضه الشعب الفلسطيني بكل مكوناته كما ترفضه الأمتان العربية والإسلامية، ونحن نرد على الرئيس الأمريكي ونقول: إن مدينة القدس عاصمة الدولة الفلسطينية مدينة فلسطينية عربية إسلامية، فلا قيمة لفلسطين بدون القدس ولا قيمة للقدس بدون المسجد الأقصى المبارك، فالقدس مدينة إسلامية بقرار رباني لن يلغيه أي قرار يصدر من هنا وهناك ، كما أنها آية من القرآن الكريم باقية إلى قيام الساعة.
إن الشعب الفلسطيني ومعه أبناء الأمتين العربية والإسلامية لن يسمحوا بتمرير هذا القرار الجائر وسيتصدون له بكافة الطرق، لأن قضية القدس تجمع الفلسطينيين كما تجمع أبناء الأمتين العربية والإسلامية، وما زلنا نذكر وقفة أهلنا المقدسيين عندما قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي تركيب الكاميرات الخفية والبوابات الإلكترونية عند أبواب المسجد الأقصى المبارك، حيث وقفوا سداً منيعاً أمام تنفيذ هذا المخطط الإجرامي، فقد تصدوا رجالاً ونساءً وشيباً وشباناً مسلمين ومسيحيين لهذا القرار الظالم، وخلفهم كل الفلسطينيين والعرب والمسلمين، حيث أدوا صلواتهم في شوارع وأزقة المدينة المقدسة، وأجبروا سلطات الاحتلال على رفع البوابات وإزالة الكاميرات، ودخل المصلون باحات المسجد الأقصى المبارك مهللين مكبرين، وما هَبَّة النفق عام 1996م ، وانتفاضة الأقصى عام 2000م عنا ببعيد، حيث قدم شعبنا الفلسطيني مئات الشهداء وآلاف الجرحى والمصابين، فعلى هذه الأرض المباركة ستتحطم جميع المؤامرات .
أيها المسلمون :
رغم هذا القرار الأمريكي الظالم ستبقى مدينة القدس مدينة فلسطينية عربية إسلامية بصمود أهلها المرابطين والمدافعين عنها نيابة عن الأمتين العربية والإسلامية .
إن مدينة القدس بحاجة إلى خطوات فعلية تُسهم في المحافظة على عروبتها وإسلاميتها ودعم صمود أهلها، فمدينة القدس احتلت عبر التاريخ مرات عديدة ولكنها لفظت المحتلين وستلفظ هذا المحتل إن شاء الله، هذه المدينة المقدسة في أَمسِّ الحاجة إلى أيِّ جُهْدٍ يُميِطُ اللّثام عما يجري من أعمال بشعة بحقها وتراثها وأهلها، والتي تشكل إهانة للإنسانية ووصمة عار في جبينها.
إن مسئولية الدفاع عن مدينة القدس والمقدسات ليست مسئولية الشعب الفلسطيني وحده وإن كان هو رأس الحربة في الذود عنها وحمايتها، إنما هي مسئولية العرب والمسلمين جميعاً في العمل على تحرير المدينة المقدسة والمحافظة عليها ، ومساندة المقدسيين المرابطين والوقوف بجانبهم ودعم صمودهم للمحافظة على أرضهم ومقدساتهم، خصوصاً في هذه الأيام التي تتعرض فيها مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك لمؤامرات خبيثة.
فمدينة القدس لا يمكن أن تُنسى أو تُترك لغير أهلها، مهما خَطَّط المحتلون الذين يسعون لطمس طابعها العربي الإسلامي ومحو معالمها التاريخية والحضارية، وتحويلها إلى مدينة يهودية.
لذلك فإن الواجب على شعبنا الفلسطيني الذي توحده قضية القدس والمقدسات أن يجمع شمله ويُوَحّد كلمته، من أجل المحافظة على عروبة هذه البلاد وإسلاميتها ، وكي نتصدى معاً وسوياً لهذه الهجمة الاستيطانية التي طالت البشر والمقدسات والشجر والحجر.
أيها المسلمون :
إن سرّ قوتنا في وحدتنا وإن ضعفنا في فرقتنا وتخاذلنا ، فهدفنا واحد وهو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ، وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، والتمسك بحق العودة للاجئين الفلسطينيين ، وخروج جميع الأسرى والمعتقلين من سجون الاحتلال.
لذلك يجب علينا أن نتعالى على الجراح وأن نفتح صفحة جديدة من الأخوة، فالقدس تناديكم اليوم؛ للتأكيد على أنها عاصمة دولة فلسطين، ولتطبيق العدالة في أعدل قضايا الدنيا، قضية القدس وفلسطين وشعب فلسطين، وقيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.
إن القدس تقول لكم: سوف يتراجع الظلم، وينهزم الأعداء، فالليل مهما طال فلا بُدَّ من بزوغ الفجر، وإن الفجر آتٍ بإذن الله رغم أعداء شعبنا وأمتنا، ويسألونك متى هو؟ قل عسى أن يكون قريبا.
نسأل الله أن يجعله شهر خير وبركة على شعبنا وعلى الأمتين العربية والإسلامية
وكل عام وأنتم بخير...تقبل الله منا ومنكم الطاعات
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
الدعاء.....