الخطبة الأولى
أيها المسلمون :
أخرج الإمام الترمذي في سننه عن ابن مسعود – رضي الله عنه- ، عن النبي – صلَّى الله عليه وسلم – قال : (لا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعِ خِصَالٍ: عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ؟ وعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلاهُ ؟ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكتسبه ؟ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ ؟ وَعَنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ؟ ).
إننا نعيش في هذه الأيام في بداية عام ميلادي جديد ، فقد وَدَّعنا عامًا ميلادياً ، واستقبلنا عاماً ميلادياً جديداً ، وهكذا تمرُّ الأيام والشّهور، فعلينا أن نأخذ العبرة من مرور الأيام والشهور والأعوام.
وجديرٌ بنا ونحن نستقبل عاماً جديداً ، وَنُودِّع عاماً قد انقضى بخيره وشرّه ، أن ندعو الله عزَّ وجلَّ أن يجعل هذا العام خيراً من سَلَفه ، وأن يجعل خَلَفه خيراً منه ، فما من يوم يبزغ فجره ويسطع ضوؤه إلا ويناديك يا ابن آدم ، أنا يومٌ جديد وعلى عملك شهيد، فاغتنم مني بعمل الصالحات فإني لا أعود إلى يوم القيامة ، وما مِنْ ليلٍ يُرخى سُدُولَه وينشر سكونه إلا ويناديك يا ابن آدم، أنا ليلٌ جديد وعلى عملك شهيد، فتزوَّد مني بطاعة الرحمن وطلب المغفرة والرضوان فإني لا أعود إلى يوم القيامة .
أيها المسلمون :
إن التاريخ لم يعرف أمة قَدَّس دستورها الزمن كأمتنا الإسلامية، التي حَدَّثها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم عن نفسه وعن خلقة بكل دقة .
لقد حَدَّث الله سبحانه وتعالى عن خلق السموات والأرض، كما جاء في قوله سبحانه وتعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أيام}.
وحدَّث سبحانه وتعالى عن أمره وإرادته، فَذَكر أنَّ ذلك يَتِمُّ في غير زمان، كما جاء في قوله سبحانه وتعالى:{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}.
وحدَّث سبحانه وتعالى عن علمه بالخلق وأحوالهم، فبيَّن أن ذلك يتناول أَدَقَّ الأمور، كما جاء في قوله سبحانه وتعالى: {اللّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ}.
وحدَّث سبحانه وتعالى عن تسجيل أعمال الخلائق، فبيَّن أن ذلك يشمل القليل والكثير، كما جاء في قوله سبحانه وتعالى:{وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِهَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً ولا كَبِيرَةً إلا أَحْصَاهَا}.
وحدَّث سبحانه وتعالى عن حسابه للخلق، فذكر أن ذلك يَتِمُّ بميزان دقيق كما جاء في قوله سبحانه وتعالى:{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ}.
أيها المسلمون :
ذكرت كتب السّيرة والتاريخ أن رجلاً اعتاد تضييع أوقاته بين اللّهو والكسل والخمول ، وكان كلّما حَدَّثه أهله أن يُقلع عن حاله تلك التي خسِرَ بسببها أعمالاً كثيرة وأرباحاً طائلة ، قال لهم : العمرُ طويلٌ والأيامُ آتيةٌ وسوف أعمل ، فحضره الحسن البصري- رحمه الله - فاعترضه بقوله المأثور: "يا هذا، ما مِنْ يوم ينشقُّ فجره إلا نادى منادٍ : يا ابن آدم، أنا خَلْقٌ جديد، وعلى عملك شهيد ، فاغتنم مني؛ فإني لا أعودُ إلى يوم القيامة".
وعند قراءتنا لهذا الموقف فإننا نجد فيه دلالة واضحة على أهمية العمر والزمن وعمارة الوقت بخير العمل، حيث إن كثيراً من الناس يُضَيّعون أوقاتهم وأعمارهم في طُرق الغواية والضلال، كما أن عامة الناس يحسبون أعمارهم بالأيام والشهور والسنوات ، بينما أهل الصّلاح والحكمة يحسبون أعمارهم بصالح أعمالهم، التي تنفعهم في دنياهم وَيُثَابون عليها في أُخراهم ، وكل شيء يفقده الإنسان يتعلق الأمل بعودته إلا العمر ، فإنه إن مضى لا يعود أبداً ، لذلك علينا أن نُكثر من فعل الخيرات ، كما قال سبحانه وتعالى: {فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، وكما قال الشاعر:
مِنْ كُلِّ شيءٍ إذا ضَيَّعْتَهُ عِوَضٌ وما مِنَ اللهِ إِنْ ضيَّعْتَهُ عِوَضُ
أيها المسلمون :
وإذا كُنَّا قدْ نسينا ما فعلناه في العام المنصرم من حسنات وسيئات ، فإن ربّي لا يضلّ ولا ينسى، كما جاء في قوله سبحانه وتعالى: {وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِهَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} ، فعلى العاقل ألاّ يَأْمَنَ مَكْرَ الله – عز َّوجلَّ- فهو سبحانه وتعالى يحول بين المرء وقلبه، كما جاء في الحديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما- قال : (أنه سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ" ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم- : " اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ ، صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ " )، كما أخبر– صلى الله عليه وسلم - في الحديث الشريف: ( إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا ، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا).
أيها المسلمون :
إنَّ الدنيا مزرعة الآخرة، ونحن لم نُخلق إلا للعمل الصَّالح والعبادة الحقَّة، كما قال الله سبحانه وتعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ}، لذلك نرى أن رسولنا - عليه الصلاة والسلام - قد اغتنم كلّ لحظة من حياته في طاعة الله سبحانه وتعالى، وعلَّم أصحابه ذلك، فما مضى قرنٌ من الزّمان حتى رأينا دولاً عديدة ومساحات شاسعة من قارات العالم قدْ سطع عليها نور الإسلام، ودخل أهلها في دين الله أفواجا بفضل الله سبحانه وتعالى أولاً، ثم بجهدهم وعملهم وإخلاصهم.
ومن الجدير بالذكر أنَّ عُمُرَ الإنسان قصير، وأنَّ حياته أثمن من أن تضيع فيما لا ينفع، فقد جاء في الحديث أنَّ رَسُولَ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: " أَعْمَارُ أُمَّتِي مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى السَّبْعِينَ وَأَقَلُّهُمْ مَنْ يَجُوزُ ذَلِكَ "، فعلينا أن نُعَمِّر أوقات حياتنا بالباقيات الصالحات من الأقوال والأفعال، فتعاقب الزمن يفرض علينا الحرص على الوقت، وأن يأخذ الإنسان من دنياه لآخرته، ومن حياته قبل موته، فظروف المستقبل ليست ملكاً لأحدٍ وأمرها إلى الله تعالى، لذا ينبغي علينا اغتنام الفرصة التي بين أيدينا، لقول رسولنا – صلى الله عليه وسلم-: (اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ : شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ , وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ , وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ , وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغُلِكَ , وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ )، فبارك الله فيمن طال عُمُرُه وحَسُنَ عمله، كما جاء في الحديث: ( أَنَّ رَجُلا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ ؟، قَالَ: مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ ، قَالَ : فأَيُّ النَّاسِ شَرٌّ ؟ ، قَالَ : مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَسَاءَ عَمَلُهُ(.
ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ، فيا فوز المستغفرين استغفروا الله ....
الخطبة الثانية
أيها المسلمون :
من رحمة الله سبحانه وتعالى أن فتح باب الأمل والرجاء أمام المذنبين، ليتوب مسيئهم ويثوب إلى رُشْدِه شاردهم، كما جاء في الحديث أن رسولنا – صلى الله عليه وسلم – قال: " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا "، وعندئذ يغفر الله سبحانه وتعالى لهم ما اقترفوا من إثمٍ أو معصية ، كما جاء في الحديث القدسي، قال الله سبحانه وتعالى : " يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَة".
إِنَّ يَدَ الله عزَّ وجلَّ مبسوطة بالعفو والمغفرة لا تنقبض في ليل ولا نهار، تنشد مُذنباً أثقلته المعاصي يرجو الأَوْبَة بعد طول الغيبة ، ومُسيئاً أسرف على نفسه يرجو رحمة ربه، وفارًّا إلى مولاه يطلب حُسْنَ القبول.
إذاً المعنى الحقيقي للتوبة: أن ينتقل المرء المُسْرف على نفسه من ظلمات الباطل والمعصية والهوى إلى نور الإيمان وكمال الطاعة وعزّ التقوى، لقوله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا}، ومن مقتضياتها هجر الذنوب أصلاً، وتوطين النفس على عدم العودة إلى المعاصي، والشعور بالخوف من الله عز َّوجلَّ، والنَّدم على ما جنته الأيدي.
أيها المسلمون :
وكما أن أعمار البشر محدودة فإن أعمار الأمم كذلك، كما جاء في قوله سبحانه وتعالى : {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ}، أين فرعون وهامان ؟ أين عاد وثمود ؟ كما جاء في قوله سبحانه وتعالى:{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ* الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ* وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ* وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ* الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ* فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ* فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ* إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ}.
أين القياصرة والأكاسرة؟ لقد كانت اليرموك وفيها القضاء على القياصرة ، وكانت القادسية وفيها القضاء على الأكاسرة ، ومن الجدير بالذكر أن بلادنا فلسطين قد احْتُلَّتْ عبر التاريخ مرات عديدة، ولكنها لفظت المحتلين في كل مرة، وستلفظ هذا المحتل إن شاء الله ، فالليل مهما طال فلا بُدَّ من بزوغ الفجر، وإن الفجر آتٍ بإذن الله.
أيها المسلمون :
تتعرض بلادنا فلسطين عامة ومدينة القدس بصفة خاصة لهجمة إسرائيلية شرسة تهدف إلى تزييف الحضارة وتغيير التاريخ؛ من أجل طمس المعالم الأثرية والتراثية والحضارية العربية والإسلامية في فلسطين بصفة عامة ومدينة القدس وقلبها المسجد الأقصى المبارك بصفة خاصة .
ومن المعلوم أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعمل ليل نهار على تهويد مدينة القدس بعد أن عزلوها عن محيطها الفلسطيني من خلال جدار الفصل العنصري، وما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي يومياً من قتل للمواطنين وهدم للبيوت وفرض للضرائب، وتدمير للمصانع والمؤسسات، وتجريف للأراضي الزراعية، ومحاربة للعمال في لقمة عيشهم ، وفرض للحصار الاقتصادي والسياسي على الشعب الفلسطيني يُعَدّ دليلاً واضحاً على ذلك، كما يتعرض المسجد الأقصى المبارك في هـذه الأيام لمؤامرات عديـدة واقتحامات يومية، وما اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على المصلين في محيط مُصَلّى باب الرحمة بالمسجد الأقصى المبارك عنا ببعيد.
إننا نثمن عاليًا صمود أهلنا في مدينة القدس، وندعو إلى تعزيز صمودهم وثباتهم فوق أرضهم وفي ديارهم، فهم يمثلون القوة الأساسية في الدفاع عن القدس والمقدسات.
ونحن على ثقة ويقين بالله سبحانه وتعالى، ثم بأبناء شعبنا في مدينة القدس المحتلة والمرابطين الذين أجبروا سلطات الاحتلال الإسرائيلي على رفع البوابات الإلكترونية والكاميرات الخفية ، أنهم سيفشلون مخططات الاحتلال ضد مدينتهم المباركة، وستظل هذه المدينة المقدسة فلسطينية عربية إسلامية خالصة إن شاء الله تعالى.
أيها المسلمون :
إن شعبنا الفلسطيني يتطلع إلى تحقيق الوحدة الفلسطينية وإنهاء الانقسام، وفتح صفحة جديدة من الأخوة والمحبة ، كما أننا نهيب بأبناء شعبنا الفلسطيني والفصائل الفلسطينية بضرورة العمل بشكل جدّي وسريع من أجل إنجاز المصالحة الوطنية الفلسطينية، فلا سبيل إلى تحرير أرضنا وقدسنا ومقدساتنا إلا بالوحدة؛ لنتمكن سويًا من مواجهة مخططات الاحتلال الإسرائيلي والوقوف في وجهها صفًا واحدًا، عملاً بقول رسولنا -صلى الله عليه وسلم-: (الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا).
فمدينة القدس اليوم وما حولها من قرى فلسطينية في أَمسِّ الحاجة إلى أيِّ جُهْدٍ يُميِطُ اللّثام عما يجري من أعمال بشعة بحق أهلها ومقدساتها، والتي تشكل إهانة للإنسانية ووصمة عارٍ في جبينها.
إن مدينة القدس بحاجة إلى خطوات فعلية تُسهم في المحافظة على عروبتها وإسلاميتها ودعم صمود أهلها، الذين يشكلون رأس الحربة في الذود عن جميع المقدسات في مدينتنا الغالية.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
الدعاء.....