شارك الشيخ الدكتور/ يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى المبارك النائب الأول لرئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس في الحملة المباركة التي أعلنت عنها إذاعة القرآن الكريم بنابلس بالشراكة مع تلفزيون المدينة التفاعلي وبالتعاون مع العديد من وسائل الإعلام المختلفة، بعنوان: (ومن أحياها) ضمن برامج حملة ( الدم الحرام ) والتي خُصصّت للحديث عن (حُرْمة دم المسلم).
وقال الشيخ/ سلامة خلال لقاء مع (إذاعة القرآن الكريم- نابلس)صباح اليوم الخميس 8/ جمادى الآخرة/ 1442هـ وفق 21/1/2021م: إنَّ الإنسان هو سَيِّد هذا الكون، وخليفة الله – سبحانه وتعالى- في أرضه ، خلقه الله بيده، ونفخ فيه من روحه، وأسجدَ له ملائكته، فكلّ ما في الكون مُسَخّر لخدمة الإنسان، وديننا الإسلامي الحنيف يُكَرِّم الإنسان تكريماً عظيماً، كما في قوله سبحانه وتعالى:{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً}.
ومن الأمور المُؤسفة في هذه الأيام أنّ كرامة الإنسان قدْ دِيستْ، وأنّ الاعتداء على حياته أصبح سهلاً و هيّناً، وهذا كلّه يخالف تعاليم الإسلام التي تنصّ على الحِلْم والعفو والصّبر وحُرْمة الإنسان المسلم، فنسمع عن حوادث القتل بين المسلمين أبناء الشعب الواحد ، حيث يُقتل الرّجال ويُيَتّم الأطفال، وتُرمّل النساء، و تُخرب البيوت، وتُصاب الأمة بحالة من الذّعر.
وأكد الشيخ/ سلامة أنّ ديننا الإسلامي الحنيف قد رسم الخطوط العريضة لسلامة الإنسان وكرامته وعدم الاعتداء عليه وقتله.
وبيّن الشيخ/ سلامة أنّ هناك أدلّة كثيرة من السُنَّة النبوية الشريفة تُبين مدى اهتمام الإسلام بالإنسان، فقد حذَّر رسولنا الكريم -عليه الصلاة والسلام- من الاعتداء على الإنسان في أحاديث عديدة، منها: قوله-صلّى الله عليه وسلّم-: (لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِم)، فلزوال الكعبة أهون على الله من إراقة دمِ المسلم، ولا يزال العبدُ في فُسْحَةٍ من دينه ما لم يُصِبْ دماً حراماً.
وقال الشيخ/ سلامة: لقد سَاءَنَا أنّ الأَمْرََ في هذه الأيام الصّعبة التي يُواجه فيها شعبنا الفلسطيني المرابط جرائم الاحتلال الإسرائيلي ووباء كورونا، قد تجاوز كلّ الخطوط الحمراء بين الأخ وأخيه، وبين الجار وجاره.
أين نحن من قوله سبحانه وتعالى: {أَنَّهُ منْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً}.
وأين نحن من قوله – صلّى الله عليه وسلّم-: ( فَإِنَّ اللهَ حَرَّم عَليكم دِمَاءَكُمْ ، وَأَمْوَالَكُمْ ، وَأَعْرَاضَكُمْ ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا ، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا ، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا).
وناشد الشيخ/ سلامة جميع المؤسسات الإعلامية والأهلية والجامعية والتعليمية والرياضية، بضرورة تضافر جهود الجميع لنشر الوعي بين المواطنين، والتحذير من عواقب الاستهانة بالدماء، كما أشاد بدور العلماء والخطباء ورجال الإصلاح في المحافظة على السِّلم الأهلي والاجتماعي، فبالإصلاح يتماسك المجتمع وتأتلف القلوب، وتجتمع الكلمة وَيُنْبَذُ الخلاف وَتُزرع المحبة والمودة.