في مقابلة مع إذاعة (صوت الصحابة)
الشيخ سلامة: النبي محمد –صلّى الله عليه وسّلم- مُنْقِذٌ للبشرية ومُتَمِّمٌ لمكارم الأخلاق
بيّن الشيخ الدكتور/ يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى المبارك النائب الأول لرئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس أنه في مثل هذا الشهر المبارك، ربيع الأول، وُلِدَ أفضل مخلوق وأكرم مولود، سيّدنا محمد بن عبد الله –صلّى الله عليه وسّلم- النبيّ الأميّ الذي بَشَّر به الأنبياء –عليهم الصلاة والسلام-، فكانت هذه الولادة رحمة عامة للإنسانية كلها، فقد اصطفاه الله سبحانه وتعالى من خلقه، وَصَنَعَهُ على عَيْنه، وأرسله رحمة للعالمين كما جاء في قوله سبحانه وتعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ).
لقد كان مولده –عليه الصلاة والسلام- بدءًا لتغيير مجرى التاريخ، وإصلاح الحياة، وإيذاناً بهداية الإنسانية، وإخراج العباد من الظلمات إلى النور .
وقال الشيخ/ سلامة خلال لقاء مع (إذاعة صوت الصحابة)صباح اليوم الثلاثاء 12/ربيع أول/ 1443هـ وفق 19/10/2021م في برنامج (وُلِدَ الهُدى): لقد كان ميلاد رسولنا – عليه الصلاة والسلام – ميلاد أمة ، حيث جاء – عليه الصلاة والسلام – على أمة مُمَزّقة مُبَعثرة تعبد الحجر والشجر فجعلهم قادة للبشر ، وكانت ترعى الغنم فصارت قائدة للأمم، فأخذ بأيديهم من الذّلة إلى العزّة، ومن الضّعف إلى القوة، ومن التّفرق والشّتات إلى الوحدة والقوة، فأصبحت هذه الأمة ذات شأن ومكانة في العالم أجمع، حيث اتصفت هذه الأمة بميزتين: الأولى: الخيرية: كما ورد في قوله تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ باللّهِ}، والثانية: الوسطية: كما في قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}؛ ولذلك فإنّ لرسولنا- صلّى الله عليه وسلّم- علينا حقوقاً كثيرة، منها:وجوب الإيمان به، واتباعه، ومحبته، والانتصار له، ونشر دعوته، وتوقيره حياً وميتاً، والصلاة عليه-صلّى الله عليه وسلّم- كلما ذُكِر.
وبيّن الشيخ/ سلامة أن رسولنا – عليه الصلاة والسلام- جاء بالرسالة الخاتمة لجميع الرسالات، بلّغها أعظم تبليغ وأدّى الأمانة ونصح الأمة وتركها على المَحَجّة البيضاء ووضعها على طريق الحق والخير -طريق الفلاح في الدنيا والنّجاة في الآخرة-، وحذّرها من الشّرّ والذلّ والهوان، وانتشر هذا الدين بفضل الله سبحانه وتعالى وعمّ نوره الكون في مشارق الأرض ومغاربها.
وذكر الشيخ / سلامة أنّ الله سبحانه وتعالى قد تكفّل بالدفاع عن رسوله الكريم ، فقال عزَّ وجلَّ في كتابه الكريم {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ }، فعاقبة الذين يتطاولون على سيّدنا محمد – صلّى الله عليه وسلّم – ويستهزئون به وخيمة في الدنيا والآخرة، والكون كلّه ينتصر لرسولنا – صلّى الله عليه وسلّم – ويُدافع عنه.
وأوضح الشيخ / سلامة أنّ هذا هو يوم عظيم في تاريخ البشرية مُبينًا بعض فضائله –صلّى الله عليه وسلّم-، كما تَطَرَّقَ إلى بعض الدروس المُستفادة من سيرته العطرة، مثل: درس التسامح والمحبة والتكافل، ودرس الوحدة ونبذ الفرقة والاختلاف، حيث دعا إلى ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني وتوحيد الكلمة وجمع الشمل ورصّ الصفوف.
وشدّد الشيخ/ سلامة على رفض شعبنا الفلسطيني لجميع الإجراءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في المدينة المقدسة ومحاولة صبغها بالصّبغة الاحتلالية، مُبينًا مكانة هذه المدينة في العقيدة الإسلامية ومستشهدًا بعدد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تُبين فضل هذه المدينة وقلبها المسجد الأقصى المبارك، داعيًا إلى وجوب المحافظة عليها ومساندة أهلها المرابطين؛ كي يبقوا صامدين فيها مدافعين عن مقدساتها.