حذّر الشيخ الدكتور/ يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى المبارك النائب الأول لرئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس من تداعيات ما يحدث في مدينة القدس المحتلة، مُنبهاً إلى خطورة ما تتعرّض له مدينة القدس بمقدّساتها وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، وَأَحْيَائِها المختلفة من جرائم بشعة تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في هذه الأيام، خصوصاً في حيّ الشيخ جراح وحيّ البستان وفي سلوان وبطن الهوا والعيساوية وغيرها من الأراضي والعقارات والمقابر والبيوت المُستهدفة في المدينة المقدسة.
واستنكر الشيخ الدكتور/ سلامة استمرار الاعتداءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على المقدّسات الفلسطينية بصفة عامة والمسجد الأقصى المبارك بصفة خاصة، وذلك في ظل تعرّضه للاقتحامات اليومية وبأعداد كبيرة من المستوطنين تحت حراسة قوات الاحتلال الإسرائيلي، الذين يقومون بأداء طقوسهم التلمودية وشعائرهم الدينية في باحاته، ويقومون كذلك بجولات استفزازية فيه، دون أيّ مراعاة لمشاعر ملياري مسلم في العالم.
وأدان الشيخ الدكتور/ سلامة ما يتعرّض له المواطنون المقدسيون من اعتداءات وَمُضايقات، ومنها: تضييق سلطات الاحتلال الإسرائيلي الخِنَاق عليهم ومنعهم من الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك لأداء الصلوات فيه، في إطار اعتداءاتها على الحقّ في حرية العبادة الذي دعت إليه الشرائع السماوية وكفلته القوانين والأعراف الدولية كافة.
وأكّد الشيخ الدكتور/ سلامة على أنّ المسجد الأقصى المبارك مسجد إسلامي بقرار رباني، وهو ملك خالص للمسلمين وحدهم وليس لغير المسلمين حقٌّ فيه، مُحَذّراً سلطات الاحتلال الإسرائيلي من المَسِّ به، بمحاولة تغيير الوضع القائم – الديني والتاريخي والقانوني – في المسجد الأقصى المبارك، داعياً أبناء شعبنا الفلسطيني إلى شدِّ الرحال إليه والمرابطة فيه.
وبيّن الشيخ الدكتور/ سلامة أنّ هذه الجرائم البشعة والوحشية تأتي ضمن مُسَلْسَل الاعتداءات المُستمرّ، حيث إِنّه وصل إلى مراحل خطيرة، كما أنها تأتي في سياق الاستهداف الذي تتعرّض له مدينة القدس المحتلّة بالهدم والحفريات، وعمليات الإخلاء، وفرض الضرائب، في سعيٍ متواصلٍ من الاحتلال منذ سنوات لاقتلاع الوجود الفلسطيني في المدينة المقدسة.
وأشار الشيخ الدكتور/ سلامة إلى أنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي تستخدم كلّ أدواتها وأساليبها لتزوير الواقع وتغيير الحقائق المُتمثلة بأنّ مدينة القدس مُحتلة، وأنها مدينة فلسطينية عربية إسلامية بأزقتها وشوارعها ومنازلها وأسوارها ومساجدها، وفي مقدمة ذلك المسجد الأقصى المبارك ، مُوَضحاً بأنّ ما يجري من استهداف متواصل لمدينة القدس وأحيائها العربية ما هو إلا دعوة صريحة تقوم بها بلدية الاحتلال في مدينة القدس المحتلة، من أجل تطبيق سياساتها الهادفة لطمس هويتها العربية والإسلامية، وتنفيذاً لسياسة التطهير العرقي.
وأشاد الشيخ سلامة بصمود أهلنا في الشيخ جراح وسلوان وسائر أحياء المدينة المقدسة، وتصدّيهم البطولي لهذه المُخطّطات الاحتلالية الإجرامية، وثباتهم ضدّ سياسات المحتلين لترحيلهم من مدينتهم المقدسة.
وناشد الشيخ الدكتور / سلامة أبناء الأمتين العربية والإسلامية بضرورة حماية المسجد الأقصى المبارك والقدس ونصرتهما، ودعم صمود المقدسيين بكلّ السّبل وفي شَتَّى المجالات؛ من أجل المحافظة على المسجد الأقصى المبارك والمدينة المقدسة، ومنع سياسة فرض الأمر الواقع التي تقوم بها سلطات الاحتلال، والتي تهدف إلى تغيير ملامحها وطمس هويتها العربية والإسلامية .