دعا الشيخ الدكتور/ يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى المبارك النائب الأول لرئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس منظمات حقوق الإنسان المحلية والعالمية والهيئات والمؤسسات الدولية، إلى ضرورة الضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي من أجل إنقاذ حياة الأسير البطل/ ناصر أبو حميد والإفراج عنه، وتقديم العلاج اللازم له، كما طالب بوقفة قوية وجادة وبالمزيد من الفعاليات التضامنية مع الأسير/ أبو حميد ومع جميع الأسرى المرضى؛ لرفع المعاناة والإفراج عنهم.
ومن الجدير بالذكر أنّ الأسير/ أبو حميد الذي يُعاني من مرض السرطان قد دخل في غيبوبة تامة بعد إصابته بالتهاب حادٍ في الرّئتين نتيجة تلوث جرثومي، ولا يزال على أجهزة التنفس الاصطناعي في المستشفى، بسبب تأخر سلطات الاحتلال الإسرائيلي إرساله للمستشفى، ورفضها إطلاق سراحه لتلقي العلاج مُكْتفية بإعطائه المُسَكّنات؛ لأنّ سلطات الاحتلال لا تريده حيًّا، بل عملت وتعمل على محاولة قتله.
واستنكر الشيخ/ سلامة سياسة القتل البطيء التي تُمارسها مصلحة السجون الإسرائيلية ضِدَّ الأسرى المرضى والتي تعتمد على الإهمال الطبي المُتَعَمّد حتى يتفاقم وضعهم الصحي؛ بهدف التخلص منهم، ولا يتمّ نقل الأسير إلى المستشفى لتلقي العلاج إلا بعد أن يتفاقم وضعه الصحي ويستشري المرض في جسده، ويصبح شفاؤه ميئوسًا منه إلا من رحمة الله سبحانه وتعالى.
وقال الشيخ/ سلامة: إنّ الأسير/ أبو حميد يُعَدّ مثالاً حيًّا وواقعيًّا على سياسة الإهمال الطبي التي تنتهجها مصلحة السجون الإسرائيلية بحق الأسرى المرضى، حيث إنه يرقد الآن في العناية المُكثفة في مستشفى برزلاي في غيبوبة تامة ووضعه الصحي خطير جدًا، بعد أن أُجْريت له عملية جراحية في شهر أكتوبر الماضي لاستئصال ورم خبيث في الرئة، مُحَمّلاً سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تدهور وضعه الصحي إلى هذا الحدّ الخطير، داعيًا الله العليّ القدير أن يَمُنّ عليه بالشفاء العاجل، مُشيرا إلى أنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي لا تكثرت بالقوانين والأعراف الدولية في مُعَاملةِ الأسرى الفلسطينيين لا سِيَّما المرضى منهم، الذين أدّى الإهمال الطبي بحقهم إلى استشهادهم واحتجاز جَثامِينهم بِطُرق غير إنسانية ومخالفة للشرائع السماوية والأعراف والقوانين الدولية.
وأشاد الشيخ/ سلامة بالأسير/ أبو حميد الذي ينتمي لعائلة مناضلة اسْتُشهد أحدُ أبنائها كما تضمّ خمسة أشقاء محكومين بالسجن مدى الحياة، وقد حَرَمَتْ مصلحة السجون الإسرائيلية والدتهم من الزيارة، وفقدوا والدهم اثناء اعتقالهم، وتعرَّض منزلهم للهدم عدة مرات كان آخرها سنة 2019م.
وإننا نُؤكِّد لأسرانا الإبطال بأننا لن يهدأَ لنا بَالٌ، إلا بخروجكم جميعاً إن شاء الله، كي تتنفَّسوا نسائم الحرية، وكي تُسْهِمُوا في بناء وطننا الغالي الذي ضَحَّيتم جميعاً من أجله، ودافعتم عن ترابه الطاهر.
نقول لكم أيها الإخوة الأبطال: نحن على العهد، فنحن ننتظر ساعة الفرج لكم ، وإنها لقريبة ... قريبة بإذن الله ، ويسألونك متى هو ؟ قُلْ عسى أن يكون قريباً .
ستخرجون بإذن الله ، وسنفرح بخروجكم من السّجن وحريتكم ، وعودتكم سالمين إلى أهليكم ، وسنعمل سوياً لإعادة بناء هذا الوطن الذي يحتاج إلى كلّ السّواعد المُخلصة الطيبة، فما بعد الضيق إلا الفرج ، وما بعد العُسْر إلا اليُسْر.