شارك الشيخ الدكتور / يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى المبارك، النائب الأول لرئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس وزير الأوقاف والشئون الدينية السابق، في الاحتفال الديني الذي أقامته جمعية الصحابة لتحفيظ القرآن الكريم بمدينة غزة يوم الأحد 16/رمضان / 1443هـ وفق 17/4/2022م لتكريم حفظة القرآن الكريم كاملاً دون سِنّ الثامنة في مدارس جمعية الصحابة، وعددهم سبعة عشر حافظًا من الجنسين، وذلك بحضور نخبة من الشخصيات الاعتبارية والوجهاء وحفظة القرآن الكريم وذويهم.
وألقى الشيخ/ سلامة كلمة تحدّث فيها عن أهمية القرآن الكريم، وأَنَّ شهر رمضان هو شهر القرآن قبل أن يكون شهر الصيام، مُؤَكِّدًا على العلاقة الوثيقة بين شهر رمضان والقرآن الكريم، فهو شهر نزول القرآن الكريم كما جاء في قوله سبحانه وتعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)، وفيه نزلت أوّل آيات من القرآن الكريم (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ )، وفيه كان جبريل -عليه السلام- يلقى النبي - صلّى الله عليه وسلّم- في كلّ ليلة منه فَيُدَارِسُهُ القرآن.
وبيّن الشيخ/ سلامة أنَّ حفظ القرآن الكريم ليس صعبًا، كما جاء في قوله سبحانه وتعالى: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ)، يَسَّرْناه للحفظ والقراءة، فالله قد يَسَّرَهُ وسَهَّلَهُ على من يشاء من عباده، بحيث يَسْهُل حفظه للصغير والكبير، والعربيّ والأعجميّ، ولكنه يحتاج إلى ثلاثة عوامل مُسَاعدة، وهي: الدّعاء وبذل الجهد والبيئة المُحَفِّزة.
وقال الشيخ/ سلامة: إننا نُهنئ الحفظة وذويهم على هذا الإنجاز الكبير، وما حفل التكريم اليوم إلا دليل على ذلك، ولنا في رسول الله– صلّى الله عليه وسلّم- الأسوة الحسنة في تكريم حاملي القرآن وحفظته وَمُقرئيه، انطلاقاً من قوله -عليه الصلاة والسلام-: (إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ)، ومن ذلك أنه– صلّى الله عليه وسلّم– كان يُقَدِّم القُرَّاء الحُفَّاظ للإمامة بالمُصَلّين، كما كان يُقَدِّم القُرَّاء الحُفَّاظ من الشهداء تجاه القبلة، وكان- صلّى الله عليه وسلّم- إذا أرسل سَرِيَّة يسأل مثلا، مَنْ يحفظ سورة البقرة؟ فيقول رجل أنا، فيجعله – صلّى الله عليه وسلّم – أميرًا على السَّرِيَّة، كما كان- صلّى الله عليه وسلّم- يُزَوِّج المسلم بما يحفظ من كتاب الله الكريم.
وَوَجَّه الشيخ/ سلامة الشكر والتقدير إلى الأخوة القائمين على مدارس جمعية الصحابة إدارة ومُحَفظين تقديراً لجهودهم المباركة والطيبة في خدمة القرآن الكريم وأهله، مُهنئاً الطلاب الحافظين لكتاب الله الكريم كاملاً وذويهم على هذا الشّرف الكبير .
واستنكر الشيخ/ سلامة في كلمته الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك وعلى المُرابطين فيه مُؤَكِّدًا على تَمَسُّكِ شعبنا بمقدساته وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك الذي هو للمسلمين وحدهم، وليس لغير المسلمين حقٌ فيه.
كما أشاد الشيخ/ سلامة بصمود الأسرى الأبطال في السجون الإسرائيلية خصوصًا ونحن اليوم في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني، سائلين الله أن يُعَجِّلَ بتحريرهم من سجون الاحتلال، لِيُسْهِموا في بناء هذا الوطن كما أَسْهَمُوا في الدفاع عنه.
وفي ختام كلمته دعا الشيخ/ سلامة إلى وجوب تعليم الأبناء تلاوة القرآن الكريم وَحِفْظه، وفهم معانيه، وتدبُّر آياته ، والعمل بموجبها، حتى يأخذ الله بأيدينا إلى الخير في الدنيا والسعادة في الآخرة إن شاء الله .
وفي نهاية الحفل قام الشيخ/ سلامة ورئيس الجمعية وبعض الشخصيات الاعتبارية بتكريم حفظة القرآن الكريم كاملاً، بتقديم درع وشهادة تقدير لجميع الحفظة.