بيّن الشيخ الدكتور/ يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى المبارك النائب الأول لرئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس أَنَّ المسلمين في هذه الأيام يتفيّأون ظلال شهر كريم مُبارك، ومناسبة عظيمة تتعلّق بأكرم مولود، إنّه سيِّدنا مُحمّد- صلّى الله عليه وسلّم- الذي أرسله ربُّه عزَّ وجلَّ رحمة للعالمين كما جاء في قوله سبحانه وتعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}، فحريٌّ بأبناء الأُمّة الإسلاميّة دراسة سيرة نبيِّنا – صلّى الله عليه وسلّم-، والتّعرّف على جميع جوانب حياته؛ ليقتدوا به – عليه الصّلاة والسّلام-، فقد طُبِع – صلّى الله عليه وسلّم- على العفاف وَسُمُوّ النفس ومكارم الأخلاق، فهو المثل الأعلى والأسوة الحسنة والقدوة الصّالحة في أخلاقه وآدابه وجميل خصاله وشمائله.
وقال الشيخ/ سلامة خلال لقاء مع (إذاعة صوت الصحابة)صباح اليوم السبت 12/ربيع أول/ 1444هـ وفق 8/10/2022م في برنامج (في ذكرى مولد سيّد الخلق ): لقد كان العالم كلّه في أَمَسِّ الحاجة إلى مُصلح ومُنقذ، ذي هِمَّة عالية وعزيمة ماضية، فجاء مُحمّد – صلّى الله عليه وسلّم -، فكان الرّسول الكريم –عليه الصّلاة والسّلام - الذي يتطلّع إليه العالم ليكون مُنقذاً لهم من شقاء الجاهليّة وضلال الوثنيّة، ومُخرجاً لهم من الظّلمات إلى النّور، فقد دعا– صلّى الله عليه وسلّم - الناس للعبادة فكان أعبدَ الناس، ودعاهم إلى مكارم الأخلاق فكان – عليه الصّلاة والسّلام- أسمى النّاس أخلاقاً، كما وصفه ربُّه في قوله سبحانه وتعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}، فرسولنا – صلّى الله عليه وسلّم –رفع من شأن الأخلاق في حياة الإنسان، كما جاء في قوله – صلّى الله عليه وسلّم- : (إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاقِ)، وحثَّ على التّمسّك بالأخلاق الكريمة ، ونهى عن الأخلاق السّيّئة وابتعدَ عنها وحذّر منها.
وبيّن الشيخ/ سلامة أنّ رسولنا – عليه الصلاة والسلام- جاء بالرسالة الخاتمة لجميع الرسالات، بلّغها أعظم تبليغ وأدّى الأمانة ونصح الأمة وتركها على المَحَجّة البيضاء ووضعها على طريق الحق والخير -طريق الفلاح في الدنيا والنّجاة في الآخرة-، وحذّرها من الشّرّ والذلّ والهوان، وانتشر هذا الدين بفضل الله سبحانه وتعالى وعمّ نوره الكون في مشارق الأرض ومغاربها.
وذكر الشيخ / سلامة أنّ الله سبحانه وتعالى قد تكفّل بالدفاع عن رسوله الكريم ، كما جاء في قوله عزَّ وجلَّ:{إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ }، فعاقبة الذين يتطاولون على سيّدنا محمد – صلّى الله عليه وسلّم – ويستهزئون به وخيمة في الدنيا والآخرة، فالكون كلّه ينتصر لرسولنا – صلّى الله عليه وسلّم – ويُدافع عنه.
وأوضح الشيخ / سلامة أنّ هذا هو يوم عظيم في تاريخ البشرية مُبَـيّناً بعض فضائله –صلّى الله عليه وسلّم-، كما تَطَرَّقَ إلى بعض الدروس المُستفادة من سيرته العطرة، مثل: درس التسامح والمحبّة والتكافل، ودرس الوحدة ونبذ الفُرقة والاختلاف، حيث دعا إلى ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني وتوحيد الكلمة وجمع الشمل ورصّ الصفوف.
وشدّد الشيخ/ سلامة على رفض شعبنا الفلسطيني لجميع الإجراءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في المدينة المقدسة ومحاولة صبغها بالصّبغة الاحتلالية، مُبينًا مكانة هذه المدينة في العقيدة الإسلامية ومسُتشهدًا بعدد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تُبين فضل هذه المدينة وقلبها المسجد الأقصى المبارك، داعيًا إلى وجوب المُحافظة عليها ومساندة أهلها المرابطين؛ كي يبقوا صامدين فيها مُدافعين عن مقدساتها.