دعا الشيخ الدكتور/ يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى المبارك النائب الأول لرئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس إلى ضرورة مَدِّ يدِ العون والمساعدة لإخواننا المتضررين في سوريا وتركيا جرّاء الزَّلازل التي ضربتهما يوم الاثنين الماضي والتي تجاوز عدد الضحايا فيهما حتى اليوم الخميس الموافق 2023/2/9م العشرين ألفاً وعشرات الآلاف من الجرحى والمصابين، بالإضافة إلى تدمير كبير في المنازل والمنشآت.
وقال الشيخ/ سلامة: إننا نُعلن عن تضامننا مع إخواننا في سوريا وتركيا، فَمُصابهم عظيم وخطبهم جسيم، مُبَيّناً بأنَّ مَنْ مات من المسلمين بسبب سُقوط البُنيان عليه فله أجر الشهيد عند الله سبحانه وتعالى، كما جاء في الحديث أنّ رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – قال: ) الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: المَطْعُونُ، وَالمَبْطُونُ، وَالغَرِقُ، وَصَاحِبُ الهَدْمِ، وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ).
وأوضح الشيخ / سلامة أَنّ سُنّة الابتلاء ماضية في المؤمن والكافر ، فالحياة الدنيا دارُ ابتلاء واختبار ، وتلك هي سُنّة الحياة، كما جاء في قوله سبحانه وتعالى: {وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}، فالابتلاء بالزلازل بالنسبة للمؤمن الذي صبر فهو طهور ورفعة درجات، وأما الكافر فهو عاجل عقوبة وتخويف لعلهم يرجعون، مُوَضِّحاً أنّ الابتلاء أمر ٌحتمي في حياة المسلم ، ليميز الله الخبيث من الطَّيب، تلك سُنّة الله ولن تجد لِسُنّة الله تبديلا ، كما أنَّ أثبت الناس في البلاء وأجلّهم صبراً ، أفضلهم عند الله منزلة وأجلّهم قدراً، وأشدّ الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، فقد ابْتُلي الصحابة الكرام – رضي الله عنهم أجمعين- بالطاعون وهم خير البشر بعد رسولنا- صلّى الله عليه وسلّم- وتوفي عدد كبير منهم.
وبيّن الشيخ/ سلامة أنّ هذه الزلازل تُذكّرنا بيوم القيامة وَقُرْبه، فكثرة هذه الزلازل أخبر عنها رسولنا – صلّى الله عليه وسلّم- بأنها من أشراط السّاعة، كما جاء في الحديث أنّ النبيّ– صلّى الله عليه وسلّم- قال: (لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ، وَتَكْثُرَ الزَّلازِلُ، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ (وَهُوَ الْقَتْلُ الْقَتْلُ ).
وأَكَّدَ الشيخ/سلامة على أَنَّ ديننا الإسلاميّ الحنيف يأمرنا بضرورة التّعاون على البِرّ والتّقوى وقضاء الحوائج وتفريج الكُرَب والنُّصرة والمُواساة كما جاء في قوله سبحانه وتعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}، وضرب رسولنا– صلّى الله عليه وسلّم – للمؤمنين مثلاً يُعرفون به ويحرصون عليه، في قوله– صلّى الله عليه وسلّم -: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى)، وقوله- صلّى الله عليه وسلّم - أيضاً: ( الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا).
وفي الختام قال الشيخ سلامة: كَمْ نحنُ بحاجةٍ إلى الاستغفار والتوبة والإكثار من فعل الخيرات والصدقات، واللجوء إلى الله عزَّ وجلَّ في أوقات الأزمات والشّدائد، وفي كلّ ما يَعْرِضُ لنا من كوارث وَفِتَن، أو فقرٍ وحرمانٍ ، أو فقدٍ لفلذات الأكباد وَسَندِ السّواعد من الأبناء والأهل، أو غير ذلك مِمَّا لا يملكُ كشفهُ وإزالتهُ إلا الله الواحد القهار.