تقدّم الشيخ الدكتور/ يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى المبارك النائب الأول لرئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس بأصدق التهاني والتبريكات من شعبنا الفلسطيني وأبناء الأمتين العربية والإسلامية بحلول شهر رمضان المبارك، سائلين الله العليّ القدير أن يجعله شهر خير وبركة على شعبنا الفلسطيني المُرابط وعلى الأمتين العربية والإسلامية، كما نسأله سبحانه وتعالى أن يجمع شملنا ويُوَحِّد كلمتنا، وأن يُؤَلِّف بين قلوبنا، إنّه سميع قريب.
وقال الشيخ/ سلامة: إِنَّ الواجب علينا أن نستعدّ لاغتنام هذا الشهر الكريم ونفرح بقدومه، فشهر رمضان هو شهر الخيرات والبركات ، شهر المِنَحِ والهبات، وفيه أُنزل القرآن الكريم هُدىً للناس وبينات من الهُدَى والفرقان، كما قال سبحانه وتعالى:{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}، وهو شهر الصيام كما قال سبحانه وتعالى :{... فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}، وفيه ليلة القدر وهي خير من ألف شهر، كما جاء في قوله سبحانه وتعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ*وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ*لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ*تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ* سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}، وهو شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار.
وأوضح الشيخ / سلامة أنّ أعمال البرّ و الصدقات في هذا الشهر المبارك تكريسٌ لِقِيَمِ التكافل الاجتماعي، وتقوية لروابط الأُخوّة بين المسلمين غنيهم وفقيرهم على السّواء، ونحن نناشد أهل الخير بضرورة إغاثة المحتاجين والفقراء والأيتام وتقديم يَدِ العون والمساعدة لهم، عَمَلاً بما جاء في كتاب الله الكريم وَسُنّة رسوله –صلّى الله عليه وسلّم-، وقيامًا بواجب الأُخُوّة وَسَدًّا لحاجاتهم ، فجميل أن يُخَصِّص الأغنياء من أبناء شعبنا وأمتنا شيئاً من أموالهم لرعاية الأسر الفقيرة والمحتاجة، كما نُناشد تجارنا الكرام تجنّب الاحتكار والاستغلال ورفع الأسعار، والاكتفاء بالربح اليسير خلال شهر رمضان المبارك.
وبيَّن الشيخ/ سلامة أَنَّ شهر رمضان المبارك مُناسبة طَيِّبة للتواصل والتّراحم والتّزاور بين المسلمين، وهذه سِمَةٌ تُمَيِّزُ شعبنا الفلسطيني المُرابط الذي يغتنم هذه النفحات المباركة في شهر الصيام، وينتهز الفرصة للإكثار من أعمال الخير والبرِّ في هذا الشهر الفضيل.
وناشد الشيخ / سلامة أبناء فلسطين بصفة عامة وأبناء القدس بصفة خاصة بضرورة الحرص على أداء الصلاة في المسجد الأقصى المبارك، والمُداومة على قراءة القرآن الكريم وحضور حلقات الذّكر والعِلْم والوعظ والإرشاد، وإحياء ليالي هذا الشهر الفضيل والاعتكاف في المسجد الأقصى المبارك، سائلين الله العليّ القدير أن يتقبَّل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يكتبنا جميعاً من عُتقاء شهر رمضان،... آمين يا ربَّ العالمين.