حمّل الشيخ الدكتور/ يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى المبارك النائب الأول لرئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير / خضر عدنان (44) عاماً من بلدة عرابة جنوب جنين فجر اليوم بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة داخل الزنزانة التي كان مُحتجزاً فيها في سجن الرملة، وذلك بتصفيته واغتياله البطيء نتيجة سياسة الإهمال الطبي المُتعمد من قبل إدارة السجون الإسرائيلية بعد أن خاض إضراباً مفتوحاً عن الطعام استمر (86) يوماً متواصلة ، علماً بأن هذا الإضراب هو السادس الذي يخوضه –رحمه الله-؛ طلباً للحرية ورفضاً لاعتقاله التعسفي، وبارتقائه – رحمه الله- يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى (237) شهيداً منذ عام 1967م.
واستنكر الشيخ/ سلامة سياسة القتل البطيء التي تُمارسها مصلحة السجون الإسرائيلية ضِدَّ الأسرى المرضى والتي تعتمد على الإهمال الطبي المُتَعَمّد حتى يتفاقم وضعهم الصحي؛ بهدف التخلص منهم، داعيًا الله العليّ القدير أن يَمُنّ عليهم بالشفاء العاجل والإفراج القريب عنهم جميعاً إن شاء الله، مُشيرا إلى أنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي لا تكترث بالقوانين والأعراف الدولية في مُعَاملةِ الأسرى الفلسطينيين لا سِيَّما المرضى منهم، الذين أدّى الإهمال الطبي بحقهم إلى استشهادهم واحتجاز جَثامِينهم بِطُرق غير إنسانية ومخالفة للشرائع السماوية والأعراف والقوانين الدولية.
وأكّد الشيخ سلامة أنّنا نقف اليوم إجلالا وإكباراً لآلاف الأسرى الذين ضحوا بأغلى ما يملكون من أجل الوطن ، وعملوا جاهدين لتحقيق حلمهم الأكبر وهو تحرير الأرض والإنسان والتمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية، ولم تُثْنِ من عزيمتهم وإرادتهم تلك السنوات الطويلة من القهر والحرمان وظُلم السّجان .
وبين الشيخ/ سلامة أنّ قضية الأسرى تحتاج إلى جهد الجميع وفى كل الأوقات حتى نُوفي هؤلاء الأبطال جزءًا يسيراً من حقهم علينا، وأنّ أملنا في شعبنا الفلسطيني وفى جميع أحرار العالم أن تكون قضية الأسرى محور اهتمامهم، وألاَّ يَنْصَبّ عملنا على يوم الأسير فقط أو عند ارتقاء شهداء في صفوف الأسرى.
وناشد الشيخ سلامة/ الفصائل الفلسطينية بضرورة الإسراع في إتمام إجراءات المصالحة الوطنية، لتتكاتف جهودهم جميعاً من أجل العمل على إطلاق سراح جميع الأسرى إن شاء الله، لا سِيَّما أنّ أسرانا البواسل وضعوا اللبنة الأولى للمُصالحة عبر وثيقتهم المعروفة بوثيقة الأسرى للوفاق الوطني.
وطالب الشيخ/ سلامة جميع الهيئات والمؤسسات الدولية ومختلف الهيئات الحقوقية والإنسانية إلى ضرورة إيلاء المزيد من الدعم والاهتمام لقضية الأسرى في السجون الإسرائيلية ، والتدخل السريع من أجل حماية حقوقهم، والضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لوقف انتهاكاتها المستمرة ضِدّهم، مؤكداً أنّه لن يهدأَ لنا بَالٌ إلا بخروج جميع الأسرى الأبطال إن شاء الله، كي يتنفَّسوا نسائم الحرية، ويُسْهِمُوا في بناء وطننا الغالي الذي ضحَّوا جميعاً من أجله، ودافعوا عن ترابه الطاهر.