شارك الشيخ الدكتور / يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى المبارك النائب الأول لرئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس وزير الأوقاف والشئون الدينية السابق، في الاحتفال الديني الذي أقامته جمعية المجلس العلمي للدعوة السلفية بفلسطين في مسجد الاستقامة بمخيم المغازي بعد صلاة العصر يوم أمس الثلاثاء 6/ صفر الخير/ 1445هـ الموافق 22/8/2023م؛ لتكريم حفظة القرآن الكريم بمركز الاستقامة لتحفيظ القرآن الكريم، وذلك بحضور نخبة من الشخصيات الاعتبارية والوجهاء والطلاب الحفظة وذويهم.
وألقى الشيخ/ سلامة كلمة قال فيها: نلتقي في هذه الأُمسية المباركة لنحتفل معًا بتكريم سبعين طالبًا مِمّن يتربون على مائدة القرآن الكريم في هذا المسجد المبارك، ومن المعلوم أنّ للقرآن الكريم منزلة قدسية رفيعة، وفضائل جليلة مهيبة، منشؤها أنه كلام الحقّ سبحانه وتعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهو العاصم من الضّلال لمن تمسَّك به واعتصم بحبله المتين، مَنْ حكم به عدل، ومن قال به صدق، ومن عمل به هُدي إلى صراط مستقيم.
وقال الشيخ/ سلامة: إننا نُهنئ حفظة القرآن الكريم وذويهم على هذا الإنجاز الكبير، وما حفل التكريم اليوم إلا دليل على ذلك، ولنا في رسول الله– صلّى الله عليه وسلّم- الأُسوة الحسنة في تكريم حاملي القرآن وحفظته وَمُقرئيه، انطلاقاً من قوله -عليه الصلاة والسلام-: (إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ)، ومن ذلك أنه– صلّى الله عليه وسلّم– كان يُقَدِّم القُرَّاء الحُفَّاظ للإمامة بالمُصَلّين، كما كان يُقَدِّم القُرَّاء الحُفَّاظ من الشهداء تجاه القبلة، وكان- صلّى الله عليه وسلّم- إذا أرسل سَرِيَّة يسأل مثلا، مَنْ يحفظ سورة البقرة؟ فيقول رجل أنا، فيجعله – صلّى الله عليه وسلّم – أميرًا على السَّرِيَّة، كما كان- صلّى الله عليه وسلّم- يُزَوِّج المسلم بما يحفظ من كتاب الله الكريم.
وقال الشيخ/ سلامة: إنّ قضية المسجد الأقصى والقدس هي القضية المركزية للأمة؛ لأنها آية من القرآن الكريم كما جاء في سورة الإسراء: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) فارتباط الأمة بالأقصى ارتباط عقدي، والمسجد الأقصى مسجد إسلامي، لا يقبل الشراكة أو القسمة، وليس لغير المسلمين حقّ فيه.
واستنكر الشيخ/ سلامة إحراق المصاحف في بعض الدول الغربية، مُبينًا أنّ هذه الأعمال الإجرامية لن تنال من مكانة القرآن الكريم، لأنّ الله عزّ وجلّ قد تعهّد بحفظه إلى يوم القيامة.
وَوَجَّه الشيخ/ سلامة الشكر والتقدير لإدارة جمعية المجلس العلمي وللأخوة القائمين على هذا المركز القرآني إدارة ومُحَفظين، تقديراً لجهودهم الطيبة في خدمة القرآن الكريم وأهله.
كما قدّم شكره إلى أولياء أمور الطلاب، الذين يُرسلون أبناءهم إلى هذه المراكز القرآنية، كما قال –صلّى الله عليه وسلّم-: (أَدِّبُوا أولادَكم على ثلاثِ خِصَالٍ: حُبّ نبيِّكم، وحُبّ آل بيتِه، وتلاوة القرآنِ، فإنَّ حَمَلةَ القرآنِ في ظِلِّ عرش اللهِ يومَ لا ظِلَّ إلا ظِلُّه، مع أنبيائِه وأصفيائِه).
وناشد الشيخ/ سلامة أهل الخير بضرورة مُساعدة هذه المراكز القرآنية خدمة لكتاب الله الكريم وتشجيعًا للمحفظين والطلاب، فحافظ القرآن مُحِبّ لدينه وأهله ووطنه.
وفي نهاية الاحتفال قام الشيخ/ سلامة وأعضاء جمعية المجلس العلمي وبعض الشخصيات الاعتبارية بتكريم حفظة القرآن الكريم، وتقديم الجوائز والشهادات التقديرية لجميع الطلاب بالمركز.