عقدها مركز قدس نت للإعلام والدراسات والنشر الإلكتروني
أكد الشيخ الدكتور / يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى المبارك وزير الأوقاف السابق, أن الهجمة التي يتعرض لها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من قبل الغرب قديمة حديثة وجاءت بهدف تشويه الصورة الذهنية للرسول الكريم لدى الناس، وتأليب الشعوب الأوروبية على الوجود الإسلامي المتنامي بداخلها .
جاء ذلك خلال ندوة عقدها مركز قدس نت للإعلام والدراسات والنشر الالكتروني يوم السبت الموافق 1/3/2008م، لنصرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وذلك أثر إعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول – صلى الله عليه وسلم - تحت عنوان " فداؤك يا رسول الله" وذلك في قاعة فندق الكومودور بمدينة غزة ، بحضور الشيخ / علي الغفري ، والدكتور / مازن صباح أستاذ الفقه المشارك في قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر ، والمهندس / محمد النجار مهندس فلسطيني مقيم بالدنمارك ، و لفيف من الشخصيات الدينية والأكاديمية وطلبة الجامعات .
وأكد الشيخ سلامة أن هذه الندوة جاءت رداً طبيعياً على نشر الرسوم المسيئة للرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم- مشيراً الى أنها تزامنت مع العدوان الإسرائيلي على شعبنا الفلسطيني المرابط حيث يذود الشعب الفلسطيني عن كرامة الأمة ومقدساتها ومسرى نبيها ، فقطاع غزة يتعرض لهجمة شرسة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى ، وأن هذا العدوان لم يفرق بين طفل وشيخ ، ولا رجل ولا امرأة ، ولا نبات ولا جماد .
وتساءل الشيخ سلامة : ما موقف المسلمين إزاء تلك الإساءات ؟ وهل يجوز للمسلم أن يقف موقف المتفرج ، والرسول نبي الأمة وشفيعها يتعرض لهذه الهجمة, مضيفاً أن تلك الإساءات كانت قديمة فقد بدأت منذ بعثه الرسول الأكرم – صلى الله عليه وسلم – حيث قالوا عنه بأنه مجنون وساحر ...الخ رغم أنهم هم الذين وصفوه بـ (الصادق الأمين) قبل بعثته الشريفة، كما طعنوا في شرف زوجته السيدة عائشة رضي الله عنها ولكن الله برأها من فوق سبع سموات، كما طعنوا في الصدقات والغنائم ، كما أساءوا للقرآن الكريم وقالوا ( ما هذا إلا افك افتراه ) .
وتعرض الشيخ سلامة إلى أشهر الإساءات عبر التاريخ ، وأن هذه الإساءات قد تضاعفت بعد أحداث الحادي عشر من شهر سبتمبر الشهيرة واستشهد بقوله تعالى : ( قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفى صدورهم أكبر ) ، كما وأشار إلى عاقبة أولئك المكذبين حيث ضرب أمثلة بعاقبة كسرى ملك الفرس الذي مزق خطاب النبي –صلى الله عليه وسلم – فمزق الله ملكه ، و كذلك عتبة بن أبي لهب الذي أساء للنبي – عليه الصلاة والسلام – وكفر برسالته فدعا عليه النبي – صلى الله عليه وسلم - فانتصرت الأسود له عليه الصلاة والسلام ، وهذه عاقبة المجرمين عبر التاريخ .
وأشار الشيخ سلامة الى ما قامت به سبع عشرة صحيفة دنماركية حيث أعادت نشر الصور المسيئة للرسول الكريم ، موضحاً أن الأمر أصبح عبارة عن تحدٍ مقصود حيث إن إدارات هذه الصحف لم تعباً بموقف المليار ونصف المليار مسلم ، كما أن الأمر لم يقف عند هذه الرسوم ، فقبل شهر تقريباً خرج علينا كتاب بعنوان (الحب والجنس في حياة النبي ) وقد تناول الكتاب إساءات بالغة ، حيث تضمن استهزاء بالرسول الكريم، وإساءة للإمام البخاري ووصفه بالمجوسي وأنه يكذب على الرسول، رغم أن هذا الإمام صاحب أصح كتاب بعد كتاب الله، كما تضمن الكتاب إساءة لنساء الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
وبين الشيخ سلامة أن المقصود من تلك الحملات هو تشويه الصورة الذهنية عن الرسول الكريم لدى الناس ، وأن الواجب على الأمة التمسك بسنة الرسول – صلى الله عليه وسلم – قولاً وعملاً ، وأن نعرف الآخرين برسالة الإسلام السمحة من خلال وسائل الإعلام المختلفة .