شارك الشيخ الدكتور / يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى المبارك ، وزير الأوقاف والشئون الدينية السابق في الاحتفال الديني الذي أقيم بمناسبة يوم القدس العالمي بمدينة غزة يوم الخميس 25/ رمضان /1429هـ وفق 25/9/2008م بحضور نخبة من العلماء والسياسيين والمواطنين .
وقال الشيخ في كلمته : نلتقي اليوم في يوم القدس العالمي للحديث عن القدس، عن فلسطين ودرتها القدس، ولؤلؤتها المسجد الأقصى المبارك .
- نحن هنا في فلسطين منزرعون منذ كنعان.
- ووطن عَصِيٌ على النسيان .
- والتاريخ لا يندثر مهما مرّ الزمان .
- وثيقتنا منذ آلاف السنيين لا تتغير لأنها عبارة عن آية من القرآن {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} .
- القدس في العيون .. نفنى ولا تهون .
مكانة القدس
* كما وركز في كلمته عن مكانة القدس على النقاط الآتية : -
- القدس قضية كل المسلمين والعرب والفلسطينيين .
- القدس عاصمتنا الروحية والوطنية والسياسية .
- القدس بيتنا ديناً وتاريخاً وسياسةً وإعلاماً .
- القدس أخذت مكانتها من وجود المسجد الأقصى المبارك.
- المسجد الأقصى المبارك ثاني مسجد وضع للعبادة على وجه الأرض بعد المسجد الحرام.
- رفع الله قدر المسجد الأقصى المبارك في رحلة الإسراء والمعراج حيث جعله توأما للمسجد الحرام بمكة المكرمة .
حال القدس اليوم
* وعن أحوال مدينة القدس اليوم قال :
- القدس مدينة محتلة أسيرة ، والاحتلال يعمل على طمس الحضارة والتاريخ في القدس ، ويريد تحويلها عاصمة أبدية لهم .
- كما وبين أهم الاعتداءات الإسرائيلية وهي :
-هدم حي المغاربة – السيطرة على باب المغاربة – حريق الأقصى سنة 1969م – مذبحة الأقصى سنة 1990م، أحداث النفق 1996م، زيارة شارون للمسجد الأقصى المبارك سنة 2000م – إغلاق المؤسسات مثل : بيت الشرق ، الغرفة التجارية – حرمان آلاف الطلاب في القدس من التعليم لعدم قدرة المدارس العربية على استيعابهم ، الحفريات أسفل الأقصى محاولتهم بناء ما يسمى ( بالهيكل المزعوم ) ، عضو كنيست تطالب بمنع الأذان ، خطر الهدم لآلاف البيوت المقدسية ، منع الأوقاف من الترميم ، منع المصلين من الصلاة في الأقصى ، منع الأمسيات الرمضانية ، سحب الهويات ومنع البناء والاعتقال لتحويل العرب في القدس إلى أقلية ، بناء مستوطنة في جبل الطور المطل على البلدة القديمة ، بناء جدار الفصل العنصري ، مصادرة مئات الدونمات من الأراضي والأوقاف ، إغلاق مؤسسة الأقصى في أم الفحم لأنها تفضح الإجراءات الإسرائيلية في القدس، تجريف أجزاء من مقبرة مأمن الله ، افتتاح كنيس بجوار الأقصى وهو كنيس كبير يقع عند حمام العين ، هذا الحمام أنشأه الأمير سيف الدين تنكز سنة 1336م في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون وهو من أشهر الحمامات سمي بذلك لأن الحمام يتزود من مياه عين العروب إلى القدس بوساطة قناة السبيل ثم أصبح يتزود من مياه الآبار .
ماذا نفعل ؟ الحل
* وعن السبيل للخروج من هذه الظروف الصعبة قال :
لابد من القيام بعدة خطوات لجمع الشمل ورص الصفوف ، والعمل على فضح الجرائم الإسرائيلية مثل :
- الاعتماد على الله.
- الاحتلال زائل فقد احتلت فلسطين عبر التاريخ وزال الاحتلال ، وهذا الاحتلال سيزول إن شاء الله .
- الإسلام حرم اليأس وأوجد البديل وهو الأمل، فما بعد الضيق إلا الفرج .
- ضرورة الوحدة لتتمكن الأمة من تحرير القدس كما فعل صلاح الدين حيث وحّد الأمة قبل الفتح .
- الأقصى ينادي :
يا أيها الملك الذي لمعالــــم الطغيـــان نكس
جاءت إليك ظلامة تشكو من البيت المقدس
كل المسـاجد طهرت وأنــا علــى شــرفي مدنـس
- فضح الممارسات الإسرائيلية في وسائل الإعلام ونشرها عالمياً .
- وضع قضية القدس على سلم الأولويات، فليس هناك أولوية أهم من أولى القبلتين .
- دعوة وسائل الإعلام للحديث عن القدس والأقصى و التركيز على الاعتداءات الإسرائيلية.
- دعوة الأهل في القدس وداخل الخط الأخضر لشد الرحال للأقصى بشكل دائم لأنهم سدنة الأقصى ، وهم القادرون على الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك.
- دعم الشعب الفلسطيني بصفة عامة ، وأهالي مدينة القدس من سدنة ، وتجار ، وعمال ، ومؤسسات تعليمية وصحية وثقافية ورياضية ومشاريع إسكان بصفة خاصة ، لما جاء في الحديث الشريف
(( عن ميمونة مولاة النبي -صلى الله عليه وسلم- قَالَتْ : " يَا رَسُوَلَ اللهِ ، أَفْتِناَ فِي بَيْتِ الْمَقِدْسِ، قَالَ:" أَرْضُ َالْمَحْشَر ِو الْمَنْشَر ، ائْتُوهُ فَصَلُّوا فيِه، فَإِنَّ صَلاَةً فِيِه كَأَلْف صَلاَة فِي غَيْرِهِ". قَلتُ : أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أَتَحَمَّلَ إليه؟ قال:" فَتُهْدِي لَهُ زَيْتاً يُسْرَجُ فِيهِ، فَمَنْ فَعَلَ ذِلكَ فَهُوَ كَمَنْ أَتَاهُ " )).
الرسائل :
وننتهز هذه المناسبة لنبرق بالرسائل الآتية :
أولاً : إلى الرأي العام العالمي :
نخاطبه لنوقظ الضمير العالمي الميت الذي يرى مئات الآلاف من اللاجئين المشردين في كل دول العالم ، ويرى الجرائم التي تقوم بها سلطات الاحتلال يومياً ، لنقول لهم : أما آن للمهاجر أن يعود ( حق العودة مشروع في الشريعة الإسلامية ، وفي القوانين الوضعية )
-أما آن للاحتلال أن ينتهي .
-التنديد بقرار اليونسكو الذي ينص على أن سلطات الاحتلال مسئولة عن الترميم ، بينما المسؤول عن ذلك هي الأوقاف الإسلامية ولجنة الإعمار في القدس فقط .
ثانياً : إلى المسلمين :
يوم توحدتم انتصرتم ، جميع الأجناس انصهرت في بوتقة الإسلام ، جاء المسلمون إلى القدس وأقاموا ورابطوا هناك وفي مقدمتهم الأفارقة وغيرهم ، حيث رابطوا في أحيائها حتى اليوم، و سور القدس بناه السلطان سليمان القانوني .
وها هو الأقصى ينادي المليار ونصف المليار مسلم مخاطباً إياهم :
إن الأقصى الحزين ينادي المسلمين
هبوا يا نائميـــــــــن قدساه فاسمعــــي
ثالثاً : إلى الأمة العربية :
العرب هم عصبة الإسلام ، وأرضهم حرم الإسلام – الأماكن المقدسة الثلاثة في الأراضي العربية للحديث : "لا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إَلَى ثَلاثَةِ مَسَاجِدَ: الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِي هذا، وَالمَسْجِدِ الأقْصَى " ، ولغتهم لغة القرآن ، ( أحبوا العرب لثلاث ، لأني عربي ، ولأن لغة القرآن العربية ، ولغة أهل الجنة العربية ) .
- وصل عدد الأمة العربية اليوم إلى ثلاثمائة مليون عربي .
- قصة الصخرة المذهبة صنعت من خراج مصر لمدة سبع سنين .
رابعاً : إلى أبناء شعبنا الفلسطيني :
- القدس محل إجماع فلسطيني
- القدس توحدنا جميعاً بكل فصائلنا .
- شعبنا قدم قوافل الشهداء من أجل القدس ودفاعاً عنها .
- علينا أن نتحد قبل أن نطالب العرب بالوحدة .
- نطالب المتحاورين والفصائل أن يتفقوا ، ونقول لهم : إن أردتم القدس ، وحق العودة ، وخروج الأسرى والمعتقلين ، وزوال الاحتلال فليس أمامنا إلا الاتفاق ، ولكم منا خالص الدعاء في الشهر الفضيل بالتوفيق وجمع الشمل، ونناشد أشقاءنا العرب أن يعملوا على جمع الشمل :
تدراكونا وفي أغصاننا رمق * فلن يعود اخضرار العود إن يبسا
الختام
وفي الختام فإننا :
- نترحم على الشهداء : الرئيس/ أبو عمار ، الشيخ / أحمد ياسين ، الدكتور / فتحي الشقاقي ،أبو علي مصطفى ، وكل الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن فلسطين والقدس والأقصى .
- كما نبعث بالتحية لأسرانا البواسل الذين صاغوا ( وثيقة الوفاق الوطني ) ، وتقدموا على غيرهم في العمل على جمع الشمل ورص الصفوف ، ونقول لهم : الفرج قريب بإذن الله .
- لابد أن نتمسك بالثوابت وفي مقدمتها : زوال الاحتلال ، وحق العودة ، وخروج الأسرى والمعتقلين ، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
وكلنا ثقة بالله أن يتحقق ذلك إن شاء الله ، وكما قال الشاعر :
وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وما استعصى على قوم منال إذا الإقدام كان لهم ركابا
والســلام عليكـــم ورحمـــة الله وبركاتــــه