2023-03-23

الشيخ الدكتور / يوسف جمعة سلامة يستقبل الوفد الطبي الملكي المغربي الذي يزور جامعة الأزهر بغزة
2009-02-11

قام وفد طبي مغربي برئاسة الأستاذ الدكتور / خالد الأزرق رئيس الوفد الطبي الملكي المغربي بزيارة إلى جامعة  الأزهر بغزة يوم الثلاثاء الموافق 10/2/2009م بهدف الإطلاع على أوضاع كليات الجامعة بصفة عامة،  وكليات الطب ، وطب الأسنان ، والصيدلة بصفة خاصة .

وكان في استقبال الوفد أعضاء مجلس الأمناء ورئيس الجامعة وعدد من العمداء والعاملين في الجامعة ، وألقى الأستاذ الدكتور / جواد وادي  رئيس الجامعة كلمة الجامعة حيث رحب بالوفد الزائر وشكرهم على حضورهم للجامعة ، كما قدم  نبذة عن كليات الجامعة .

وألقى الشيخ الدكتور / يوسف جمعة سلامة نائب رئيس مجلس الأمناء، كلمة مجلس الأمناء، وجاء  فيها :  نرحب بكم في جامعة الأزهر باسم مجلس أمناء الجامعة والعاملين والطلاب والطالبات ونشكركم على حضوركم إلى قطاع غزة للمساهمة في علاج الجرحى والمصابين من أبناء شعبنا جراء العدوان الإسرائيلي الغاشم على القطاع ، وللتخفيف من معاناة هؤلاء الجرحى بتقديم العلاج اللازم لهم ، والقيام بالعمليات الجراحية الضرورية فجزاكم الله خير الجزاء ، وجعل ذلك في سجل حسناتكم .

كما أشاد بدور الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية الشقيقة والحكومة والشعب المغربي الشقيق على دعمهم المستمر للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية ، فالمملكة المغربية  دولة شقيقة و نحن شعب واحد ، فالأمة العربية أمة واحدة من المحيط إلى الخليج ، والأمة الإسلامية أمة واحدة من طنجة إلى جاكرتا.

كما بين د. سلامة  أن المملكة المغربية تحتضن لجنة القدس والتي يرأسها الملك المغربي / محمد السادس ، والتي تتفرع عنها وكالة بيت مال القدس الشريف ، هذه المؤسسة الرائدة التي خطت خطوات هامة في عهد فارسها الجديد معالي الأخ الدكتور / عبد الكبير العلوي المدغري و بتوجيه من ملك المملكة المغربية الشقيقة الملك / محمد السادس حفظه الله ، حيث تقوم وكالة بيت مال القدس الشريف  بدور هام في مساعدة المؤسسات التعليمية والصحية والدينية والاجتماعية في المدينة المقدسة ، كما تساهم في ترميم البيوت والمحافظة على الآثار العربية والإسلامية في مدينة القدس فجزاهم الله خير الجزاء .

وفي ختام كلمته قال "نرحب بكم مجدداً على أرض جامعة الأزهر التي تقف شامخة على تراب فلسطين بجوار شقيقتيها الجامعة الإسلامية و جامعة الأقصى وكل الجامعات التي تنشر العلم و النور في أرجاء فلسطين الحبيبة .

 من جانبه شكر د.الأزرق إدارة جامعة الأزهر على حفاوة الاستقبال ،قائلاً" الحقيقة إن هذه الكلمات الطيبة التي سمعتها منكم أثلجت صدورنا ، فالعلاقة بين المغرب وفلسطين هي علاقة تاريخية عظيمة،ليس هناك حدود بين هذين البلدين الشقيقين، فالشعب المغربي يشاطركم الأحزان على ما فقدتموه من أعزاء خلال هذه الحرب الشرسة "مردفاً "أتشرف بوجودي على هذه الجامعة المحترمة التي لمسنا جودة برامجها، و تميز طلبة الطب فيها، الذين وقفوا معنا جنباً إلى جنب في المستشفيات لعلاج المرضى والمصابين ،أتمنى أن تكون هذه الزيارة بداية للتعاون في مجال التعليم و تبادل الخبرات "

واختتم د. الأزرق كلمته قائلاً : أهنئكم على السياسية الحكيمة التي سرتم على هداها للحفاظ على المسيرة التعليمية ،نحن اعتدنا على أن الشعب الفلسطيني يد تبني و يد تحارب ،و سلاح العلم هو أهم سلاح لبناء الشعوب و الحضارات.

مضيفاً ،أنقل لكم تحيات صاحب الجلالة مسئول لجنة القدس الذي يكن للشعب الفلسطيني كل الحب والتقدير ،كونه شعب يحمل قضية عادلة ،ونحن المغاربة سنظل معكم جنبا إلى جنب على مر العصور .

وبعد هذه الكلمة المعبرة للأزرق قام فضيلة الشيخ سلامة بتقديم درع الجامعة هدية لرئيس الوفد الدكتور/ الأزرق تقديراً من الجامعة له ولزملائه الأكارم  ، وبعد ذلك قام الوفد الطبي  بجولة  في كلية الطب البشري بالجامعة  ،اطلعوا خلالها على ما تحتوي عليه من معامل وأجهزة و إمكانيات، وبعد ذلك غادر الوفد الجامعة بسلامة الله ورعايته.

وفيما يلي نص الكلمة التي ألقاها الدكتور سلامة في حفل الاستقبال :

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد للـه والصلاة والسلام على رسول اللـه وعلى آله وأصحابه أجمعين

 

صفحات مشرقة

من العلاقات المغربية الفلسطينية

الكلمة التي ألقيت في حفل استقبال الوفد الطبي الملكي المغربي الذي زار جامعة الأزهر بغزة يوم الثلاثاء الموافق10/2/2009م

                     بقلم الشيخ الدكتور / يوسف جمعة سلامة

                     نائب رئيس مجلس أمناء جامعة الأزهر بغزة

                        خطيب المسجد الأقصى المبارك

                     وزير الأوقاف و الشئون الدينية السابق

 

                             

                                                                                   

* معالي الأستاذ الدكتور / خالد الأزرق     رئيس الوفد الطبي الملكي المغربي المحترم

الأخوة / أعضاء الوفـد المغـربي الأكارم

الأخوة / أعضاء مجلس الأمناء

الأخوة / رئيس وأعضاء مجلس الجامعة

الأخوة الحضور /

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

 

يسعدنا في جامعة الأزهر بغزة أن نلتقي بهذه النخبة الكريمة من المملكة المغربية الشقيقة ، وبهذه المناسبة فإننا نرحب بكم في جامعة الأزهر باسم مجلس أمناء الجامعة والعاملين والطلاب والطالبات ونشكركم على حضوركم إلى قطاع غزة للمساهمة في علاج الجرحى والمصابين من أبناء شعبنا جراء العدوان الإسرائيلي الغاشم على القطاع ، وللتخفيف من معاناة هؤلاء الجرحى بتقديم العلاج اللازم لهم ، والقيام بالعمليات الجراحية الضرورية فجزاكم الله خير الجزاء ، وجعل ذلك في سجل حسناتكم .

كما نشيد بدور الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية الشقيقة والحكومة والشعب المغربي الشقيق على دعمهم المستمر للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية ، فالمملكة المغربية  دولة شقيقة و نحن شعب واحد ، فالأمة العربية أمة واحدة من المحيط إلى الخليج ، والأمة الإسلامية أمة واحدة من طنجة إلى جاكرتا.

إن حضوركم إلى فلسطين  ليس غريباً وليس جديداً ، فهو  امتداد طبيعي  لتاريخ المغاربة في فلسطين، فطائفة المغاربة من الطوائف المهمة والمؤثرة في تاريخ مدينة القدس ،  فقد كانت القدس محطة لأشقائنا المغاربة أثناء ذهابهم للحج وعودتهم منه ، حيث إنهم يتشرفون بزيارة المسجد الأقصى المبارك  وتلك دلالة واضحة على مدى حبهم لهذه البلاد المباركة ، ومن المعلوم أن كثيراً من المغاربة يجاورون المسجد الأقصى المبارك  ويرابطون عنده ، كما كان الحكام المغاربة يدعمونهم لتثبيتهم في المدينة المقدسة .

 

وبعد هذه المقدمة سأتحدث في كلمتي عن محاور متعددة منها :

 

1- ثناء الرسول – صلى الله عليه وسلم – على أهل فلسطين والمغرب :

لقد أثنى رسولنا محمد – صلى الله عليه وسلم – على أهل فلسطين المرابطين فقال : (لا تزال طائفةٌ من أمتي على الدينِ ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم مَن خالفهم إِلا ما أصابَهُم من لأواء حتى يأتيهم أمرُ اللهِ وهم كذلك قالوا: وأين هم ؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس)أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده.

 كما أثنى – صلى الله عليه وسلم – على أهل المغرب فقال :  ( لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة )أخرجه مسلم في صحيحه- كتاب الإمارة عن سعد بن أبي وقاص – رضي الله عنه-.

وأخرج الدار قطني عن سعد – رضي الله عنه – برواية أخرى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -قال: ( لا تزال طائفة من أمتي قائمين على الحق في المغرب حتى تقوم الساعة).

وروى ابن مخلد في مسنده عن سعد- رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - قال : (لا يزال أهل المغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة).

فبلادنا بلاد مباركة إن شاء الله إلى يوم القيامة.

 

2-دور المغاربة في الدفاع عن القدس وفلسطين :

كان للمغاربة دور كبير في الدفاع عن القدس وفلسطين ، فقد جاءوا للجهاد المقدس دفاعاً عن القدس ، فعند  احتلال الصليبيين للقدس سنة  1099م ذبح الكثير منهم خلال المجازر التي قام بها الصليبيون في القدس، فقد حاربوا الفرنج وتصدوا لهم،كما ساهموا في استعادة القدس مع صلاح الدين، وقد عرف نور الدين زنكي  فضلهم وقدرهم،  و لذلك افتدى أسراهم ، و في أعقاب معركة حطين انقضت أمم الفرنجة من جديد على بلاد الشام في حملتها الثالثة ، فبعث السلطان صلاح الدين إلى السلطان يعقوب المنصور سلطان المغرب يطلب إعانته بالأساطيل لمنازلة الأساطيل الصليبية ، وقد جهز سلطان المغرب بناء على ذلك اسطولاً كبيراً لنجدة مسلمي الشرق، حيث كان للمغاربة  أسطول بحري كبير ،  فهم سادة المتوسط ( أسطول الموحدين )، حيث هاجموا عكا بحراً لمساندة  القائد صلاح الدين  الأيوبي،  ثم نزلوا إلى البر، وساهموا في تحرير فلسطين من الصليبيين .

كما تذكر كتب التاريخ أن المغاربة قد  دافعوا عن الكعبة المشرفة ، ومثوى الرسول – صلى الله عليه وسلم – أمام الحملة التي شنها أرناط سنة 578هـ وفق 1182م حيث كان يخطط لقطع الطريق على الحجاج.

3- أوقاف المغاربة في القدس :

  يوجد في مدينة القدس أوقاف للمغاربة منها :

-             وقفية الملك الأفضل ( أبو الحسن علي بن يوسف ) أكبر أولاد القائد صلاح الدين ، حيث اهتم بتعمير القدس بعد والده،  وجعل حارة للمغاربة في القدس سنة 588هـ وفق 1192م ، كما وأنشأ المدرسة الأفضلية وجعلها وقفاً على فقهاء  المالكية المغاربة .

-             وقفية الشيخ عمر بن عبد الله بن عبد النبي المغربي المصمودي :  وهو من الأتقياء المغاربة الذين جاوروا القدس الشريف ودفن في مقبرة ماملا ، حيث أوقف زواية المغاربة  بحارة المغاربة على المغاربة المقيمين في القدس والقادمين إليها من المغرب، وكان ذلك سنة 703هـ وفق 1303م .  .

-             وقفية أبو مدين الغوث : وقفها الشيخ أبو مدين في القدس على المغاربة المتواجدين في القدس والقادمين إليها ، وقد اعتبروها من أوقاف الجدّ أبو مدين الغوث،  ولكنها في الحقيقة من أوقاف أبي مدين الحفيد حيث أوقفها  إكراماً لجده، ومنها أراضي عين كارم في ضواحي القدس ، وهي أضخم وقفيات المغاربة في القدس و كان ذلك سنة 720هـ وفق 1320م.

-             وقفية الربعة ( المصحف ) الشريفة : كانت القدس تعنى الكثير لدى الحكام المغاربة، حيث حرصوا على دعم رعاياهم فيها بشكل واضح ، وكانت هذه الوقفية سنة 745هـ وفق 1344م حيث قام السلطان أبو الحسن علي بن عثمان بنسخ ربعة بيده، وقام القراء بضبطها وتهذيبها، وأرسلها للسلطان بن قلاوون المملوكي لوضعها في المسجد الأقصى المبارك .

-             وقفية فاطمة بنت محمد بن علي المغربية :  حيث أوقفت عمارتها سكناً للطاعنين في السن من المغاربة ، وكان ذلك سنة 747هـ وفق 1346م ، وغير ذلك كثير .

 

4- قدوم المغاربة إلى القدس :

من المعلوم أن المغاربة كانوا يزورون بيت المقدس منذ القرون الأولى للهجرة ، وهم في طريقهم لأداء فريضة الحج إلى البيت الحرام أو بعد عودتهم من أدائها ، وكان قسم منهم يقيمون في بيت المقدس تبركاً بالإقامة بجوار المسجد الأقصى ، و كذلك تلقياً للعلم فيه وللتدريس فيه، ورغبتهم في الدفاع عن مسرى النبي محمد – صلى الله عليه وسلم- لأن المحافظة عليه جزء من العقيدة الإسلامية ، ومن أمثلة من عرفنا منهم في القرن الخامس الهجري الإمام محمد بن الوليد الطرطوشي تلميذ ابن حزم، والقاضي أبو بكر بن العربي.

وتذكر كتب التاريخ أن المغاربة قد جاءوا بأعداد كبيرة  إلى مدينة القدس  في القرن الثالث للهجرة الموافق التاسع للميلاد  حيث سكنوا فيها ، ورابطوا داخلها   ، كما انخرطوا في الجندية ، وعملوا  في الزراعة والتجارة ، كما عملوا أدلاء للحج والعمرة ،  وصار لهم نفوذ كبير حيث أصبح  محمد بن إسماعيل الصنهاجي المغربي حاكماً على القدس وقتئذ،  وازداد نفوذهم وقوتهم في العهد الفاطمي لأنهم اعتمدوا على عناصر مغربية في تأسيس دولتهم ، كما أعاد القائد صلاح الدين الأيوبي توطينهم بجوار المسجد الأقصى المبارك ، تكريماً لدورهم .

 

5- أشهر من زار القدس من المغاربة :

زار عد كبير من الرحالة المغاربة  مدينة القدس ومن أشهرهم :

1-       أبو بكر بن العربي : نشأ في أشبيلية من بلاد الأندلس، وزار القدس سنة486هـ وفق 1093م ، حيث التقى هناك بعدد من العلماء أبرزهم الإمام أبو بكر الطرطوشي.

2-       محمد رشيد الفهري :  من مدينة سبتة ، ذهب في رحلة إلى الإسكندرية وبعدها زار القدس وأدى فريضة الحج ، استغرقت الرحلة 3 سنوات من 683هـ - 686هـ وفق 1284- 1287م .

3-       ابن بطوطة : ولد في طنجة  وزار القدس مرتين الأولى: أثناء ذهابه للشرق للتعلم وللحج سنة 725هـ وفق 1424م ، والثانية: أثناء عودته إلى بلده سنة 749هـ وفق 1348م.

4-       أبو إسحاق المكناسي: عاش في مكناس في القرن السابع الهجري الموافق الثالث عشر الميلادي، و ألف كتابه فضائل بيت المقدس وفضائل الشام أواخر القرن المذكور .

5-              نصر الدين المغربي: صاحب كتاب المستقصي في فضائل المسجد الأقصى .

6-              ابن خلدون : حيث زار القدس سنة 802هـ وفق 1400م .

 

6- من أشهر أوقافهم باب المغاربة ، وحارة المغاربة في مدينة القدس :

كان للمغاربة مشاركة هامة في إنشاء هذه الأوقاف لترددهم كثيراً على زيارة الأقصى ، حتى سمي أحد أبوابه بباب المغاربة ، ومما يشرف المغاربة أن يقع هذا الباب عند المحل المعروف بالبراق، إشارة إلى المكان الذي رُبط فيه البراق عند دخول النبي – عليه الصلاة والسلام -  للمسجد والصلاة فيه ليلة الإسراء والمعراج، ولا تزال رسوم هذه الأوقاف والوثائق المتعلقة بها موجودة في محكمة القدس الشرعية حسب ما هو منصوص عليه في وقفيات المسجد .

وعندما تكاثر المغاربة في القدس مع مرور الوقت كان لابد من إنشاء  حي خاص بهم ، حيث عرف الحي بحارة المغاربة في مدينة القدس ، حيث إن المغاربة المقيمين في القدس من أتباع المذهب المالكي ويقيم معظمهم في حارة المغاربة الموقوفة عليهم من قبل الملك الأفضل ابن صلاح الدين الأيوبي.

 وقد عاد المسلمون ومنهم المغاربة ، إلى التواجد بكثرة في هذه المدينة ، حتى أصبحوا جماعة لها تأثير فاعل في هذه المدينة وذلك من عام 589هـ / 1193م .      

فقد بدأت أعداد متزايدة من أهل المغرب تفد إليها للاستقرار بها بعد استرداد صلاح الدين بيت المقدس ، وكان معظمهم من المتدينين الفقراء ومن الجنود المغاربة الذين كانوا يعملون في الجيش المصري منذ زمن الفاطميين وعملوا بعد ذلك في جيش صلاح الدين.

وربما فضّل كثير من هؤلاء الحياة في بيت المقدس لغلبة الطابع الديني عليها، ولعل ما تيسر لإخوانهم المغاربة من رغد في العيش والحياة الكريمة فيها،كان عاملاً مشجعاً لجذبهم إليه.

 

7- العمل الإغاثي :

 نود أن نبين بأن المملكة المغربية تحتضن لجنة القدس والتي يرأسها الملك المغربي / محمد السادس ، والتي تتفرع عنها وكالة بيت مال القدس الشريف ، هذه المؤسسة الرائدة التي خطت خطوات هامة في عهد فارسها الجديد معالي الأخ الدكتور / عبد الكبير العلوي المدغري  و بتوجيه من ملك المملكة المغربية الشقيقة الملك / محمد السادس حفظه الله ، حيث تقوم وكالة بيت مال القدس الشريف  بدور هام في مساعدة المؤسسات التعليمية والصحية والدينية والاجتماعية في المدينة المقدسة ، كما تساهم في ترميم البيوت والمحافظة على الآثار العربية والإسلامية في مدينة القدس فجزاهم الله خير الجزاء، بالإضافة إلى ما تقدمه المملكة المغربية من مساعدات طبية ، وإغاثية وإنسانية للشعب الفلسطيني .

8- المصاهرة والنسب :

توجد مئات حالات المصاهرة بين الشعبين المغربي والفلسطيني ، وهذا يقوي الروابط الوثيقة أصلاً بين الشعبين الشقيقين .

9- احتضان  المغرب  لمئات من الفلسطينيين على أرضها الطاهــرة . 

وها هي المملكة المغربية تحتضن على أرضها الطاهرة مئات من أبناء الشعب الفلسطيني يعيشون حياة آمنة مطمئنة يتلقون تعليمهم ، ويكملون دراساتهم، ويمارسون أعمالهم في مختلف المجالات بكل حرية كأشقائهم المغربيين  .

* الوفد الكريم  :

وما دمنا نتحدث عن علاقات الأخ بأخيه والشقيق بشقيقه ، حيث ضربنا أمثلة من نور، لعلاقاتنا بأشقائنا وأحبائنا في المملكة المغربية  ، فجدير بنا نحن أبناء الشعب الفلسطيني أن نقف وقفة مع النفس لفتح صفحة جديدة لجمع الشمل وتوحيد الكلمة على هذه الأرض المباركة،  وهي البقعة الوحيدة التي اجتمع فيها جميع الأنبياء والمرسلين يوم صلّى بهم سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – إماماً في المسجد الأقصى المبارك ليلة الإسراء والمعراج ، كما أنها أرض المحشر والمنشر حيث ورد في سورة (  ق )  قوله تعالى : {وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ }  ، قال  ابن كثير في تفسيره : المنادي هو إسرافيل- عليه السلام- والمكان القريب هو صخرة بيت المقدس ، فعلينا أن نترفع على الجراح ، وأن نجمع الشمل ، وأن نوحد الكلمة ، فسر قوتنا في وحدتنا ، وإن ضعفنا في فرقتنا وتخاذلنا ، ويد الله مع الجماعة .

 ويسرني  أن أتوجه بأسمى آيات الشكر والتقدير إلى الملك / محمد السادس ملك المملكة المغربية الشقيقة ، والحكومة المغربية ، والشعب المغربي الشقيق على مواقفه الداعمة للشعب الفلسطيني وقيادته في شتى المجالات .

كما أسأله وسبحانه أن تحرر مقدساتنا ، وتقام دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف لنستقبل أشقاءنا من الأمتين العربية والإسلامية وفي مقدمتهم الأشقاء من المملكة المغربية الشقيقة  لنصلى  إن شاء الله سوياً في المسجد الأقصى المبارك ... اللهم آمين يا رب العالمين .

نسأل الله أن يحمي مقدساتنا وأمتنا العربية والإسلامية من كيد الكائدين ، وطمع الطامعين .

والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته