الأحد 6 جمادى الثاني 1430 - 31 مايو 2009
ارتباط المسلمين بالقدس عقائدي وسياسي
أكد الشيخ الدكتور يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى في الندوة الفكرية التي نشطها في مقر جريدة الشعب أمس أن ارتباط الأمة الإسلامية بالقدس ارتباط عقائدي ، سياسي وتاريخي وحضاري ،وبالتالي فأن مثل هذا الحق الديني والتاريخي والحضاري سيعود حتما لصالح الفلسطينيين والأمة الإسلامية ،ويدحض أكاذيب ومخططات بني إسرائيل الهادفة إلي تحكيم قبضتها .
وبشأن الجانب العقائدي وأهميته بالنسبة للمسلمين في سائر المعمورة ، أوضح الدكتور يوسف سلامة أنه عنصر يكتس أهمية بالغة لدي المسلمين عامة باعتبار أن القدس جزء من العقيدة الإسلامية وأن المسجد الأقصى المتواجد بهذه المدينة المقدسة كان قبلة المسلمين الأولي قبل أن يتحول غلي المسجد الحرام بمكة المكرمة وأن الصلاة فيه تعادل ألف صلاة في غيره .
أما عن الارتباط السياسي للأمة الإسلامية بالقدس فهو لا يقل شأنا عما ذكرناه سالفا ، هذه المدينة قد تم فتحها عدة مرات ، في حادثة الإسراء والمعراج بمجرد وصول الرسول صلي الله عليه وسلم إليها انتشر الدين الإسلامي فيها بشرعة فائقة ، وبالتالي فإن اليهود لا يمكنهم تشويه وتزييف ذلك بما مارسوه من دمار وهدم في المنطقة بتحطيمهم لباب المغاربة الشهر المطل على حائط البراق للقضاء على كل أثر عربي وإسلامي .. فحادثة الإسراء إذن لا تشوبها شائبة وهي من المعجزات وأن المعجزة جزء لا يتجزأ من العقيدة الإسلامية
والحدث السياسي الآخر الذي يبرز أهمية القدس عند المسلمين كإرث ديني وثقافي وحضاري هو قدوم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه من عاصمة الخلافة المدينة المنورة إلي القدس وتسلم مفاتيحها من الحاكم الروماني آنذاك وهو إشارة واضحة إلي أهمية القدس في حياة الأمة العربية والإسلامية .
إسرائيل وضعت مخططا محكما لتهويد المدينة المقدسة
أكد الدكتور يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى ووزير الأوقاف والشئون الدينية السابق أن الأقصى في خطر بسبب الحفريات الإسرائيلية الهادفة إلي تهويد القدس ، وطمس هويتها ومعالمها العربية والإسلامية .
وقال فضيلة الشيخ إن الأقصى يتعرض اليوم لاقتحامات متكررة من قبل اليهود ، حيث لا يسمح للمقدسين من تقل أعمارهم عن ال50 سنة من دخوله ، فقد قاموا بهدف تنفيذ مشاريعهم بهدم سور خشبي وغرفتين قرب حائط البراق بالمسجد الأقصى ، مبررة ذلك حسب الدكتور إلي بناء جسر جديد بدل القديم يربط القدس الشرقية بالغربية ، إلي جانب البحث عن هيكل سليمان المزعوم ،كما قاموا بمصادرة مفتاح باب المغاربة لسبب بسيط هو أن الرسول صلي الله عليه وسلم دخل منه عند حادثة الإسراء والمعراج .. والهدف من ذلك يقول الدكتور سلامة هو القضاء على المعالم الإسلامية والتاريخية لفلسطين وللأمة العربية ، والبحث عن تاريخ مزعوم لهم في المسجد الأقصى .
وأشار المتحدث إلي أن إسرائيل وضعت مخططا محكما لتنفيذ عملياتها الاستيطانية حين شعرت أن عدد الفلسطينيين في تزايد ، وهو الأمر الذي سيكون عائقا أمام تحقيق أهدافها في التوسع داخل الأراضي الفلسطينية ، فأصدروا ما يقارب 1100 قرار لهدم البيوت الفلسطينية ،وتشريد سكانها إلي جانب سحب الهوية الزرقاء من الشعب الفلسطيني ، وقاموا بإزالة حارة المغاربة وتوسيع حائط المبكي الذي أضحي اليوم أحد المعالم اليهودية بفلسطين ،مضيفا أن ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي على أرض العروبة والإسلام ، الأرض التي شهدت تعاقب الحضارات ، وقبلة المسلمين الأولي لن ينفعهم في تزييف التاريخ وسرقة الآثار العربية التي تشهد بعروبة وإسلامية البلاد ، مطالبا أن تأخذ العدالة مجراها في قضية تخص الأمة العربية بأكملها وليس بلدا بعينه ، حتي يعيش الشعب الفلسطيني على أرضه مكرما ويحيا حياة كريمة .
وأطلق صرخة من بلد المليون ونصف المليون شهيد أعلن فيها بأن الأقصي في خطر ، مشيرا إلي أن الشعب الفلسطيني لا يقبل تهويد القدس ، وسينتهج نهج الجزائر في محاربة الاحتلال الفرنسي ، الجزائر يقول التي ناصرت دوما القضية الفلسطينية ، فمن أرضها تم الإعلان عن تأسيس الدولة الفلسطينية ،كما مكن الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة زعيم منظمة التحرير الفلسطينية الرئيس الراحل ياسر عرفات من إلقاء خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وأشار المتحدث أيضا إلي المساعدات المادية والإنسانية التي ما فتئت تقدمها الجزائر لفلسطين في نكباتها المتعددة ـ سيما خلال أحداث غزة الأخيرة ، أين تم تخصيص جسرا جويا لنقل المساعدات بمختلف أشكالها ، وهو امتداد ، يواصل الدكتور لدور الجزائريين في الحفاظ على القدس والمدينة المقدسة.
وفي الأخير دعا سماحة الشيخ الدكتور يوسف جمعة سلامة الأمة العربية لمساندة القضية الفلسطينية حتي يبقي شعبها صامدا ومرابطا على أرضه
هدي بوعطيح