صرخة الأقصى من أرض البطولة ...
المصدر / صحيفة الشعب – الجزائر
31- مايو - 2009م
ناشد سماحة الشيخ يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى ضمير الأمة الحي بضرورة دعم أبناء الشعب الفلسطيني في نضالهم المشروع وعدم التخلي عن حق الأرض والعودة للاجئين ومناهضة كل أشكال العدوان والاعتداء الصارخ على المقدسات خاصة الحفريات التي يتعرض لها المسجد الأقصى مع ثنائه على الموقف الجزائري الثابت تجاه القضية الفلسطينية .
الشيخ يوسف جمعة سلامة وخلال حديثه أمس من على منبر مركز الشعب للدراسات الاستراتيجية تحدث بحسرة عن الاعتداءات التي تشهدها مدينة القدس قائلاً ، الآن القدس تتعرض لهجمة شرسة ، فالمدينة تتعرض للتهويد و إقامة جدار الفصل العنصري حولها ، والتهجير المبرمج الذي تسارع في الفترة الأخيرة ، حيث دقت إسرائيل ناقوس الخطر بعد أن كشفت التقارير الأخير ة التابعة لمراكز الإحصاء من أن الفلسطينيين سيشكلون مع حلول سنة 2020م الأكثرية في المدينة المقدسة ، وعليه يقول المحاضر ، تضاعفت علميات التهجير وهدم البيوت وبناء المستوطنات لإحداث التغيير الديمغرافي ، وكل هذا يحدث في ظل التواطؤ الدولي والصمت العربي والإسلامي معرجا ًأثناء تدخله على الأبعاد التاريخية
و الشواهد الأثرية التي تثبت أن فلسطين عربية منذ آلاف السنين رغم محاولات إسرائيل طمس الحقائق التي دحضتها في أكثر من مرة الهيئات الدولية المختصة ، الشيخ يوسف جمعة سلامة ورغم الأوجاع والآلام التي حملها خطابه في محاولة لنقل الصورة المأساوية التي يعيشها المواطن الفلسطيني في ظل الاحتلال إلا أنه قدم خطاباً اتسم بين طياته بالكثير من التفاؤل في النصر القريب ، مؤكداً أن أمل استرداد فلسطين لا يزال قائماً وهو في قلوبنا مستشهداً بالنضال المرير للشعب الجزائري الذي كافح وقاوم ولم يستسلم لليأس حتى نال الاستقلال بعد 130سنة من الاحتلال، وهي تقريباً ضعف المدة أو أكثر بالنسبة لفلسطين التي احتلت سنة 1948 أي منذ إحدى وستين سنة ، حيث يرى الفلسطينيون في الثورة الجزائرية القدوة الأمثل في الطريق الشاق نحو الاستقلال على حد قوله .
خطيب المسجد الأقصى كان أكثر حذراً في تناول المسائل السياسية خاصة ما تعلق بصراع الفرقاء بين حماس وفتح ، داعياً إلى ضرورة الوحدة في مجابهة هذا المخطط الصهيوني وضرورة أن تبقى الأمة واقفة إلى جانب الشعب الفلسطيني رغم حالة الضعف والهوان الذي تعيشه، فقوتها بنظره تكمن في حقها المشروع، بعكس إسرائيل التي تستمد حقها من قوتها المدعومة، منددا في نفس السياق لدى رده على سؤالنا بالدور السلبي والمخزي لبعض المنظمات الدولية خاصة منظمة اليونسكو المتقاعسة في وقف سياسة التهويد وقبولها بقيام سلطات الاحتلال بعملية الترميم لحارة المغاربة وحائط البراق بدلاً من قيام الأوقاف والمنظمات الإسلامية المعنية بحفظ التراث بهذا الترميم الذي تتحمل هي وحدها المسئولية عنه .
لقاء القاهرة سيضع الجميع أمام مسؤولياتهم
ناشد الشيخ الدكتور يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى المبارك ووزير الأوقاف والشؤون الدينية سابقاً ، العرب والمسلمين بضرورة الضغط على أمريكا والاتحاد الأوروبي لإرجاع الحق الفلسطيني إلى أصحابه الذين أخرجوا من فلسطين بالقوة ، واغتنام لقاء القاهرة المزمع
يوم 4 جوان المقبل لوضع الجميع أمام مسؤولياتهم .
خطيب المسجد الأقصى ومن خلال المحاضر ة التي ألقاها أمس بمركز " الشعب" للدراسات الإستراتيجية تحت عنوان " القدس اليوم " ربط بين الجانب التاريخي والسياسي للقضية الفلسطينية مركزاً على البعد الديني حيث يعتبر كل ما يتعرض إليه الفلسطينيون اليوم في أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، من هجمة شرسة تريد تجريد هذا المكان المقدس من سكانه الأصليين لتعويضهم بالمستوطنين اليهود أي تهويد القدس – كما
قال – وذلك بشتى الطرق ، فقد تلجأ سلطات الاحتلال إلى الترهيب وهذه سياستها التي تعتمدها، كما قد تلجأ كذلك إلى الترغيب أي دفع الأموال مقابل الحصول على بعض الأراضي في الحارات المحاذية للقدس الشريف ، لكنهم لن يفلحوا بإذن الله ، لأن الفلسطينيين متمسكون بأرضهم المباركة .
كما انتقد من جهته حالة الشرخ التي يعيشها الفلسطينيون كالانقسام الذي تعرفه الساحة الحزبية بين حركتي فتح وحماس والفصائل ، والانشقاق الذي دب بين حركة حماس والسلطة الفلسطينية مما جعل الأمر يزيد تعقيداً بل وضرراً كما يؤكد الشيخ يوسف سلامة .
وبرأيه فإن قمة القاهرة التي ستعقد الشهر المقبل ستضع الأمور في نصابها ، فهو يتصور أن يضع هذا اللقاء الجميع أمام مسؤولياتهم ، لأن تحرير فلسطين واضح المعالم – كما يقول - ، إن ما تتعرض له القدس يحتاج إلى مجهودات عربية وإسلامية أكبر ، لذلك دعا إلى ضرورة نبذ الخلافات وتوحيد الصفوف الفلسطينية ورأب الصدع الذي دب فيها بتجاوز الخلافات .