2023-09-22

الشيخ الدكتور/ يوسف سلامة في حوار مع التجديد المغربية
2009-10-05

الدكتور يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى لـ"التجديد":

الدور المغربي مميـز في دعم صمود المقدسيـين

 

الأحد 7 شوال 1430 – الموافق 27 سبتمبر  2009

 

 

يبرز خطيب مسجد الأقصى الدكتور يوسف سلامة جمعة في هذا الحوار مكانة القدس في عقيدة المسلمين، ويحكي بالتفصيل المحطات التي قطعها المخطط الصهيوني لتهويد القدس منذ سنة ,1948 السياسات التي يعتمدها هذا الكيان الغاصب لتهجير المقدسيين ودفعهم بكل الوسائل إلى مغادرة بلدية القدس، ويحكي نماذج من صمود المقدسيين، ويدعو الأمة العربية إلى بذل جهود كبيرة من أجل دعم صمود المقدسيين في هذه المعركة، ويشيد بالدور المغربي في مجال التعمير والمشاريع الصحية والتعليمية والاجتماعية في القدس.

الكل يتحدث عن المسجد الأقصى وضرورة تحريره من يد الصهاينة المغتصبين، لكن ما المقصود جغرافيا وأثريا بالمسجد الأقصى؟

المسجد الأقصى المبارك الذي ذكر في القرآن الكريم هو جميع الساحة المكشوفة بمختلف منشآتها الأثرية والتذكارية كقبة الصخرة والمسجد الأقصى المسقوف وقبة السلسلة والمصلى المرواني والأقصى القديم والقباب والمحاريب والسبل والمساطب والآبار والبرك والأروقة والقناطر وغيرها من المنشآت الأخرى.

عاينتم تاريخيا كل المحطات التي قطعها الصهاينة لتنفيذ مخططاتهم في تهويد القدس وتجريدها من صفتها الإسلامية، إلى أين وصلت هذه المخططات؟

في الحقيقة المسجد الأقصى يأخذ مكانته في عقيدة الأمة من خلال إسلاميته، وإسلاميته لم تأت عبثا. ليست بقرار من الأمم المتحدة أو من أي منظمة عالمية، إنما هو قرار رباني كان عبارة عن آية قرآنية، قال تعالى:''سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير''. هذا المكان المقدس، هذا المسجد المبارك هو ثاني مسجد وضع لعبادة الله عز وجل على وجه الأرض بعد المسجد الحرام، لقوله عليه الصلاة والسلام فيما أخرجه الشيخان في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه، قلت : يا رسول الله أي المساجد وضع أولا؟ قال المسجد الحرام، قلت ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى''. يأخذ المسجد الأقصى مكانته في عقيدة الأمة باعتباره مكان الإسراء والمعراج، وارتباط المسلمين به ليس ارتباطا عابرا ولا مؤقتا، وليس قيام الصهاينة بحفريات أو حفرهم لنفق تحته هو الذي يجعلنا نرتبط به، ولكنه ارتباط عقدي، فالأقصى جزء من عقيدة المسلمين، لأن الإسراء والمعراج من المعجزات، والمعجزات جزء من العقيدة الإسلامية. ثم إن فلسطين وذرتها القدس هي أرض المحشر والمنشر كما في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد رضي الله عنه في مسنده، عن ميمونة مولاة رسول الله رضي الله عنها قَالَتْ : يَا نَبِيَّ اللهِ أَفْتِنَا فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ ؟ ، فَقَالَ : '' أَرْضُ الْمَنْشَرِ وَالْمَحْشَرِ ، ائْتُوهُ فَصَلُّوا فِيهِ ، فَإِنَّ صَلاةً فِيهِ كَأَلْفِ صَلاةٍ فِيمَا سِوَاهُ '' ، قَالَتْ : أَرَأَيْتَ مَنْ لَمْ يُطِقْ أَنْ يَتَحَمَّلَ إِلَيْهِ أَوْ يَأْتِيَهُ ؟ ، قَالَ : '' فَلْيُهْدِ إِلَيْهِ زَيْتًا ، يُسْرَجُ فِيهِ ، فَإِنَّ مَنْ أَهْدَى لَهُ كَانَ كَمَنْ صَلَّى فِيهِ ''. الأقصى يتميز بميزتين عظيمتين: الميزة الأولى، هي أنه البقعة الوحيدة على وجه الأرض التي شهدت عقد مؤتمر قمة حضرها الأنبياء والمرسلون عليهم السلام بإمامة النبي محمد صلى الله عليه وسلم يوم جمعهم الله تعالى في ليلة الإسراء والمعراج. الميزة الثانية: أن الإعلان عن انتهاء الكون وفنائه وقيام الناس للحساب والعقاب سيكون من الأقصى، قال تعالى في سورة ''ق'':'' واستمع يوم ينادي المنادي من مكان قريب'' قال ابن كثير في تفسيره المنادي هو إسرافيل عليه السلام، والمكان القريب هو صخرة بيت المقدس. ثم إن البركة في بيت المقدس تختلف عن غيره، قال تعالى عن البيت الحرام:''إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا'' فدل ذلك على أن البيت مبارك، لكنه قال عن الأقصى ''الذي باركنا حوله'' فإذا كانت البركة حوله، فمن باب أولى أن تكون فيه، و''حوله'' فسرها حديث معاذ رضي الله عنه:'' (يا معاذ، إن الله عز وجل سيفتح عليكم الشام من بعدي من العريش إلى الفرات. رجالهم ونساؤهم وإماؤهم مرابطون إلى يوم القيامة، فمن اختار منكم ساحلاً من سواحل الشام أو بيت المقدس فهو في جهاد إلى يوم القيامة). هذا المكان المقدس بعد هذه التوطئة، وهذه الميزات التي يتمتع بها، أغاظت الصهاينة الحاقدين، ففكروا في إنشاء وطن قومي لهم، فكان خ كما هو معروف- أنم اجتمعوا في مؤتمر بازل سنة ,1897 وأخذوا قرارا بإقامة دولة إسرائيل، وكان وعد بلفور سنة ,1917 ثم تحقق لهم ذلك بقرار التقسيم سنة ,1947 ثم كانت النكبة سنة ,1948 وفي عام 1967 احتلت القدس الشرقية، بعد ما احتلت القدس الغربية سنة .1948 ومنذ احتلال القدس بدأ الإسرائيليون في مشروع تهويده، فكان أول إجراء اتخذوه في السابع من يونيو 1967 أي بعد الحرب بيومين أن قاموا بالسيطرة على باب المغاربة، أحد الأبواب الرئيسية للمسجد الأقصى وأخذ مفتاحه. كل الاقتحامات التي تسمع عنها إلى ساحات الأقصى ودخول الجيش والمستوطنين، إنما يتم من هذا الباب. بعد ذلك بثلاثة شهور، هدموا حي المغاربة الملاصق للجهة الغربية للمسجد الأقصى.

في نظركم لماذا تم استهداف باب المغاربة بالذات؟

الجواب عن هذا يقتضي الرجوع إلى تاريخ تحرير صلاح الدين الأيوبي لبيت المقدس، فقد وقفت مدينة عكا أمامه، ولم يستطع أن يفتحها لأنها جاءت على الساحل، ولم يكن وقتها لأهل المشرق خبرة بفنون القتال البحري، ولأن أهل المغرب كانوا متفوقين في هذا الفن، فقد بعث بعث صلاح الدين إلى سلطان المغرب يستنجد، فأرسل له أسطول الموحدينـ فحاصر عكا، فوقف القائد الفرنسي نابليون عاجزا عن دخولها، ولما فشل في دخولها ألقى قبعته وقال:''هنا تحكمت آمال نابيلون بونانبرت'' فلما جاء أسطول الموحدين حاصر المدينة وفتحها ودخل الجيش المغربي وآزر جيش صلاح الدين وفتحوا بيت المقدس وحرروا المسجد الأقصى، فأراد القائد صلاح الدين وابنه البكر علي نور الدين أن يكافئ المغاربة، فأوقف عليهم حارة المغاربة اعترافا بفضلهم وتقديرا لجهادهم وائتمانهم على هذا المكان، فكانت هذه هي الوقفية الأولى في فلسطين، تبعها وقفيات أخرى مثل وقفية أبي مدين الغوث، ووقفية المصمودي وغيرها.

وماذا بعد السيطرة على باب المغاربة ؟

جاء بعد ذلك الاعتداء الثاني، فأزال الصهاينة حي المغاربة شهورا بعد سيطرتهم على باب المغاربة، جاءت الجرافات وأزالته كلية عن الوجود، فقد كان عبارة حوالي 150 بيت يقطنه حوالي 800 مواطن. وقد أزالوا هذا الحي كي يزيلوا أي أثر لوحدة الأمة وتعلقها بهذه الرقعة، وقد سيطروا على باب المغاربة لأنه يطل على حي المغاربة، التي تفضي إلى ساحة الوقوف عند ما يسمى عندهم بحائط المبكى، فقصدوا توسعة هذه الساحة من خلال إزالة حي المغاربة من الوجود. ثم كانت السيطرة على باب المغاربة لمكانته الاستراتيحية، فهذا الباب مهم، منه دخل النبي عليه الصلاة والسلام يوم أن ربط دابته في جدار وسمي الجدار بحائط البراق نسبة إلى الدابة التي أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم على ظهرها. فلا بد من إحكام السيطرة عليه حتى ينهوا من وجهة نظرهم جزءا من الذاكرة التاريخية للأمة.

وما هي أهم المحطات الأخرى في مسلسل تهويد القدس؟

سأكتفي بذكر أهم المحطات، أما الاعتداءات فكثيرة لا يمكن حصرها. في عام 1969 كانت جريمة إحراق المسجد الأقصى التي نفذها مجرم إسرائيلي يدعى دينيس مايكل وليم روهان بتاريخ 21 غشت، وقد بلغت مساحة الجزء المحترق 150 مترا مربعا وقد أصاب الحريق المشؤوم المنبر الأثري الذي أمر بصنعه الشهيد نور الدين محمود زنكي لينصب في المسجد الأقصى، وأمر بإحضاره إلى القدس السلطان ناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب بعد تحرير القدس، وقد احترق كذلك مسجد عمر ومحراب زكريا ومقام الأربعين وثلاثة من أروقة المسجد مع الأعمدة والأقواس الحاملة لها والقوس الحاملة لقبة الأقصى وأعمدة رئيسة تحمل قبة المسجد بالإضافة إلى سقوط سقف المسجد وما استتبع ذلك من التخريب والتلف للجدران والرخام الداخلي. وقد قصدوا إحراق منبر صلاح الدين لأنه يمثل رمزا للأمة، ومشعلا للتحرير. وفي عام 1990 كانت المذبحة الشهيرة في ساحة الأقصى حيث استشهد أكثر من 28 شهيدا. عام 1996 كانت أحداث النفق، يوم كشفوا عن النفق أسفل الأقصى وتصدى الفلسطينيون واشتشهد منهم أكثر من 86 شهيدا. بعد ذلك، أحرقوا باب الغوانم، ومنع الأوقاف من الترميم، ومنع المصلين من الوصول والصلاة بالمسجد الأقصى، وإتلاف سماعات مكبر الصوت بالمسجد، وبدأت الحفريات أسفل الأقصى تتزايد حتى أحدثت تصدعا في بنيانه وتقويضا في أركانه، إلى أن جاءت الزيارة الشارونية المشؤومة سنة ,2000 والتي تسببت في اندلاع انتفاضة الأقصى المباركة. بعد ذلك تواترت الاعتداءات الإسرائيلية، حيث قرر الإسرائيليون أن يكون عام 2020 هو عام يهودية القدس والدولة، فعملوا على طرد السكان الفلسطينيين من بيت المقدس، فبدؤوا بالترغيب والترهيب، إما بشراء المساكن بأثمنة خيالية، وإما بالاعتقال والقمع. ولعلكم سمعتم عن المرأة المقدسية أم كامل الكرد التي كانت تملك بيتا متواضعا لا يساوي بضع آلاف من الدولارات، فبعد أن فشلوا في ترهيبها دفعوا لها 25 مليون دولار، لكنها رفضت، وقالت كيف أتنازل عن جزء من عقيدتي، وعندئذ أخرجوا زوجها بالقوة، ثم سقط شهيدا بعد مرضه من أثر التعذيب، وبقيت أم كامل تعيش في خيمة مفضلة إياها عن أن تقبض 25 مليون دولار وتخسر دينها وعقيدتها. ثم لا ننسى جدار الفصل العنصري، الذي جاء كالحية يفصل الأبيات العربية بعضها عن بعض، وأحيانا يشطر البيت الواحد إلى شطرين، شطر يوجد داخل الجدار وشطر آخر خارجه. ولم يكتفوا بذلك من أجل تهويد القدس، فقد لجؤوا إلى طريقة أخرى للضغط على السكان لمغادرة بيت المقدس ولذلك بفرض ما يسمى بضريبة الأردولة، وهي ضريبة تفرض فقط على المقدسيين الذين يحملون بطاقات هوية، وهي باهضة الثمن لا يستطيع المواطنون أداءها حتى يجبرونهم على الخروج، وكما هو معروف فمن خرج عن بلدية القدس يستحيل أن يعود إليها لأنه يفقد الهوية الزرقاء التي تؤهله للسكنى ببيت المقدس. ومن ذلك أيضا منعوا الآباء أن يبنوا غرفا لأبنائهم بقصد بناء أسرتهم حتى يجبر على الخروج للاستئجار خارج حدود القدس، وبالتالي هم قاموا ببناء عشرات الآلاف من الوحدات الاستيطانية في جبل أبو غنين ومعالي أدونيم وفي أماكن أخرى، حتى إنهم الآن بدؤوا يعلمون على تهويد البلدة القديمة التي مساحتها الأصلية كيلو متر مربع واحد، وهي نواة القدس، ومن سيطر عليها سيطر على القدس، ومن سيطر على القدس سيطر على فلسطين. وهم لم يتوقفوا في سياستهم الإجرامية، فلا زالت أعمال حفر الأنفاق أسفل المسجد الأقصى مستمرة والآن بدؤوا يشقون خط السكة الحديدية حتى يربطوا القدس الشرقية بالقدس الغربية وقد أحدثت أعمال الحفر هذه تشققات في أرضية المسجد الأقصى وجدرانه بل وجدران المجاورة ، كل هذا، حتى يصلوا إلى مبتغاهم وهو إقامة ما يسمى بالهيكل المزعوم على أنقاش الأقصى، وهو الحلم الذي لم يستطع علماء حفرياتهم منذ سنة 1967 العثور على أية حفرية تؤكد صحة أساطيرهم الصهيونية.

كيف يواجه المقدسيون هذه المخططات والمناورات التي يقصد الصهاينة من ورائها تهجيرهم وتهويد القدس وكيف يفشلونها؟

المقدسيون بأرضهم مرتبطون وبعقيدتهم وعن دينهم يدافعون وهم يتطلعون إلى العدالة لقضيتهم. ما هو المطلوب من المقدسيين أكثر من ألا يرضخ للترهيب ولا يقبل الترغيب والمساومة؟ هم الآن يرفضون أموال الدنيا في مقابل التمسك ببيت متواضع لأنه يعتقد أن ذلك جزء من عقيدته ودينه، ويعرف أن هذه أرض وقف إسلامي ليست ملكا للفلسطينيين وحدهم، وإنما هي للفلسطينيين والعرب والمسلمين إلى يوم القيامة، ولذلك رفض عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يوزع الأرض على الجند لما فتح بيت المقدس كما كان يفعل في أماكن أخرى، وقال:''هل القدس إلا كمكة'' أي أنها حرم، وعبر التاريخ نجد هذا الموقف الصلب من أهالي فلسطين عامة وأهالي بيت المقدس خاصة. لكن هذا لا يكفي. هؤلاء المقدسيون كي يبقوا مرابطين لا بد أن تسندهم الأمة وتقوي من عزمهم، فلا بد للأمة أن تساهم في إقامة مشاريع سكنية وصحية وتعليمية وطبية. نحن حقيقة، نشكر الأمة العربية والإسلامية على موقفها المشرف ونحن لا ننكر الدور الذي تقوم به، لكننا عند نستشعر الخطر ندق ناقوسه ونحسس الأمة به وننبه الأمة إلى أن درجة الخطورة قد ارتفعت وأن الإسرائيليين ماضون في غيهم ما داموا يرون أن الأمة لا تحرك ساكنا. الغريب أنك تجد يهوديا مثل ميسوفيتش لا تربطه بفلسطين أية رابطة يأتي من أمريكا ويتبرع بمبلغ يصل إلى 600 مليون دولار من أجل لبناء مستوطنة في جبل أبو غنيم الذي يسمونه هم بالعبرية هار حوماء، وللعلم فجبل أبو غنيم مقام على وقف إسلامي، وسمي الجبل باسم الصحابي عياط بن غانم الذي جاء مع الفتح الإسلامي فطلب من لسيدنا عمر رضي الله عنه أن يقطعه فأقطعه هذا الجبل فسمي الجبل بأبي غنيم نسبة إليه. الآن نجد يهودا من دول مختلفة يتبرعون بمليارات من أجل شراء مساكن وإقامة أخرى في قلب المدينة المقدسة. نحن لا نريد أن نطلب من الأمة أكثر، ولكننا ندعوها إلى التنظيم والتنسيق وأن توزع بينها، بحيث تتكلف جهة بجامعة القدس، وتتكلف الأخرى بالمستشفيات، وجهة ثالثة تتبنى المدارس، وتتبنى جهة رابعة التجار، وجهة خامسة تتبنى حراس الأقصى وسدنته، وتتكلف جهة سادسة بناء البيوت وإقامة مشاريع سكنية، وسابعة تتكلف بتزويج الشباب وهكذا.

وماذا عن الدور المغربي؟ وكيف تقيمون مساهمته في إفشال مخطط تهويد القدس؟

أنا حقيقة أشيد بالدور المغربي، ليس من باب المجاملة، وإنما أنا أقول ما ألقى الله عليه، الدور المغربي دور مميز في السكن من خلال لجنة القدس التي يرأسها صاحب الجلالة محمد السادس حفظه الله ووكالة بيت القدس، إذ تقوم بدور كبير جدا، فهي تشتري بيوتا بدل من أن يشتريها اليهود وتحولها إلى مساكن وإلى مشاريع سكنية وصحية وثقافية كما تقوم بتزويج الشباب المقدسي. قبل أسبوع فقط تم افتتاح مدرسة ثانوية، وقبل أيام صرفت مكرمة من قبل جلالة الملك لفائدة حراس وسدنة الأقصى وموظفيه والأوقاف حتى يشذ من أزرهم، والمغرب له دور مميز في تجهيز المستشفيات بالقدس إذ يرسلون أجهزة لتصفية الكلى ومراقبة القلب وغير ذلك ولا ننسى الحقيقة المدرسية التي يبعثها الملك إلى أطفال الفقراء ببيت المقدس والتي تضم المقررات والكتب والأدوات المدرسية، كما يساهم المغرب في ترميم البيوت المتصدعة. نحن في الحقيقة ومن خلال هذا الدور، نحتاج إلى عمل على الأرض حتى يشعر المقدسي أنه ليس وحيدا في المعركة وأن الأمة بجميع مكوناتها منخرطة معه في مواجهة مخطط تهويد القدس. أنا كنت مؤخرا، أي قبل أربعة أشهر، في زيارة ضمن وفد من جامعة الأزهر إلى المغرب، وقام جلالة الملك مشكورا بتقديم تكرمة بقيمة 5 مليون دولار لإعادة إعمار جامعة الزراعة التي دمرها الصهاينة بقطاع غزة، وقد تكلفت به الوكالة وستبنيه بالطراز المغربي الأصيل. كما قام الشعب المغربي رغم ظروفه المادية الصعبة بالتبرع بما قيمته 5 مليون دولار في الحساب الخاص الذي أمر جلالة الملك بفتحه لفائدة إعمار غزة، وقد حول إلى مستشفى القدس في غزة الذي درته طائرات الاحتلال، كما أوفد المغرب وفدا طبيا برئاسة الدكتور الأزرق ومكث حوالي خمسة شهور بغزة يداوون المرضى والجرحى مجانا ومعهم الدواء وكل التجهيزات الطبية الضرورية، وكان هناك جسر جوي بأكثر من 27 طائرة كانت محملة بالغذاء والدواء إلى غزة المحاصرة. وهذا العمل الذي تقوم به دول عربية أخرى يدعم صمود المقدسيين ويزيدهم قوة وصلابة في الدفاع عن أرضهم والتشبث بها.

حاوره بلال التليدي 

رابط الحوار

http://www.attajdid.info/def.asp?codelangue=6&infoun=52991&date_ar=2009/9/25